النساء أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا من الرجال

علوم

النساء أقل عرضة للاصابة بفيروس كورونا من الرجال

31 آب 2020 18:02

جعل ضعف الاستجابة المناعية، إلى جانب ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم لدى الرجال أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد من النساء ، حيث يعتقد بعض خبراء الصحة أن النساء يتمتعن بمناعة طبيعية أفضل من الرجال.



وكشف العديد من خبراء الصحة ورعاية الأسرة مؤخرا أنه من بين جميع الوفيات التي تم تسجيلها في بسبب الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد، إلا أنه قد تم الإبلاغ عن ما تصل نسبته إلى 69% منهم من الرجال، في حين شكلت النساء ما نسبته 31% فقط من اجمالي المصابين.

وكانت العديد من البيانات والاحصاءات الرسمية متفقة مع هذه الآراء الجديدة التي نشرها الخبراء في مجلة "Nature" العلمية مؤخراً، والتي أشارت إلى أن النساء لديهن استجابة مناعية أفضل وأقوى بكثير من الرجال، حيث خلص الخبراء إلى أن الخلايا التائية المسؤولة عن المناعة ومهاجمة الفيروسات تنشط بشكل أكبر لدى النساء عند الإصابة، وهو نشاط استمر في التطور لديهن حتى عند بلوغ مرحلة الشيخوخة.

وتجدر الإشارة إلى أن الخلايا التائية تعتبر أحد المكونات الرئيسية لجهاز المناعة في الجسم، وهي تساعده على تحديد وتدمير الفيروس أو مسبب المرض الذي يصيب الإنسان. كما أنه يتذكر ويعيد الهجمات في حال عاد الفيروس من جديد. ووجدت بعض الدراسات الأخيرة أن الاستجابة المناعية الضعيفة ترتبط بعمر المرضى، وترتبط بنتائج مرضية أسوأ لدى المرضى الذكور، ولكن ليس لدى المرضى الإناث، حيث كشفت هذه النتائج عن التحيز الجنسي الأساسي الملحوظ لدى فيروس كورونا التاجي المستجد، ووفرت أساساً مهماً لتطوير نهج قائم على الجنس لعلاج ورعاية الرجال والنساء.

وقال البرفيسور سريناث ريدي، رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، أن العوامل السلوكية تلعب دوراً مهما في الأمر أيضاً، حيث يؤدي تناول التبغ والكحول واتباع النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني إلى تثبيط المناعة بصرف النظر عن الأمراض الكامنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان والسمنة، والتي غالباً ما تكون أكثر انتشاراً عند الرجال وليس لدى النساء.

وأضاف: "إن النتائج السريرية الشاملة كانت أسوأ بين الرجال منها لدى النساء. ولذلك، يمكننا القول بأن النساء يتمتعن بطبيعتهن بمناعة أفضل من الرجال، حيث أن أجسادهن مجهزة لمكافحة مسببات الأمراض التي تهدد الأطفال الذين لم يولدوا بعد أو حديثي الولادة أيضاً".

كما وأشار البروفيسور ريدي إلى أن الهرمونات الجنسية للمرأة، والتي تنشط أثناء فترتي الحمل والرضاعة، تؤثر على آليات المناعة هذه أيضاً، وهو السبب في الانخفاض المرتبط بالعمر في وظيفة الخلايا التائية وبطئها بكثير عند النساء منه عند الرجال.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان ينبغي إعطاء الرجال علاجا مختلفا لفيروس كورونا، قال البروفيسور ريدي: "حتى الآن، ليس لدينا دليل بحثي واضح حول كيفية استخدام أجهزة المناعة الوقائية في علاج فيروس كورونا التاجي المستجد. فمن خلال قيامنا بالمزيد من التجارب التي تستخدم مثل هذه الأدوية المعدلة للمناعة، سنتمكن من دراسة الفروق بين الجنسين في الاستجابة".

النهضة نيوز