منذ أن اندلعت جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد ونحن نتعلم أشياء جديدة عن أعراض هذا الفيروس الخطير يوما بعد يوم، والآن، أصبح تساقط الشعر أحد أعراض الإصابة به أيضا.
وخلال الشهر الماضي، أبلغ العديد من الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بفيروس كورونا عن معاناتهم من تساقط الشعر بعد أسابيع قليلة من انتهاء الأعراض الأخرى. وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو تافها بالمقارنة مع حقيقة أن فيروس كورونا يمكن أن يكون قاتلاً، إلا أنه من المهم أن نقدر أن شعرنا هو مؤشر على صحتنا.
وتقول أنابيل كينجسلي، استشارية علم العناية بالشعر في عيادة فيليب كينجسلي: "لفهم سبب تأثير صحتنا العامة على نمو الشعر، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الشعر ليس ضروريا لبقائنا على قيد الحياة على الإطلاق، لذلك عندما نواجه مشكلة صحية أو خللا صحياً داخلياً، يكون شعرنا هو أقل أولويات أجسامنا وجهازنا المناعي".
كما وتقول الكاتبة الطبية الدكتورة روزماري ليونارد أنه على الرغم من عدم وجود دراسات منشورة حول تأثير فيروس كورونا على الشعر، إلا أنه أي مرض، حتى الأنفلونزا، يمكن أن يؤثر على نمو الشعر ويسبب تساقطه أيضاً، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يؤدي الإجهاد النفسي إلى حدوث ذلك، لذا فإن عدم الاستقرار النفسي بسبب الإغلاق قد يكون له تأثير نظري وضار على الشعر والصحة العقلية.
وأضافت الدكتورة ليونارد: "من المعروف أن العديد من الأشخاص يعانون من ترقق الشعر بشكل عام، وذلك بعد أشهر من معانتهم من صدمة نفسية أو مرض جسدي. لذلك، فإن الضغط النفسي الهائل الناجم عن الجائحة الفيروسية، مع إجازة العديد من الأشخاص أو فقدان وظائفهم، أو محاولة التعامل مع أطفالهم الذين يدرسون في المنزل أثناء العمل من المنزل، قد يكون كافيا للتسبب في بعض تساقط الشعر لهم".
وفي حين أنه من الطبيعي أن تفقد ما يصل إلى 100 شعرة يومياً، فإن تساقط الشعر اليومي المفرط " حتى 300 شعرة في 24 ساعة " يعرف علميا باسم تساقط الشعر الكربي، وهو شكل من أشكال تساقط الشعر غير المركز على فروة الرأس، وهو يحدث عندما ينقطع نمو الشعر بسبب اضطراب داخلي.
وتقول أنابيل: "إنه أمر منطقي للغاية نظرا لدورة نمو الشعر، حيث أنه غالباً ما يتوقع أن يستمر تساقط الشعر الكربي من ستة إلى 12 أسبوعاً أو نحو ذلك بعد فترة المرض أو تناول الأدوية أو الإجهاد النفسي الذي تسببت فيه، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون محزنا للغاية، إلا أنه من المؤكد أن الشعر سينمو مرة أخرى في غضون ثلاثة أشهر تقريباً، ولكن بشرط أن يكون الشخص قد تعافى من المشكلة الأساسية".
إذن ما هي المشاكل الصحية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر، ومتى يجب أن تقلق؟
- مشاكل الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية نوعين من الهرمونات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي ويجب أن تكون متوازنة لضمان عمل الجسم بشكل صحيح.
وتقول أنابيل : "بالنسبة للكثيرين، يعتبر تساقط الشعر من أولى العلامات على اختلال هرمونات الغدة الدرقية. حيث يحدث تساقط الشعر المرتبط بالغدة الدرقية في أي مكان من فروة الرأس ويمكن أن يؤدي أيضا إلى فقدان شعر الحاجب و الجسم. ويتسبب في جفاف شعرك وتقصفه وترقق الأظافر أيضاً".
لكن الخبر السار هو أن تساقط الشعر المرتبط بالغدة الدرقية عادة ما يصحح نفسه بمجرد علاج حالتك.
- الضغط العصبي
إن الضغط العصبي يمكن أن يخل بتوازن الهرمونات، مما يزيد من مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يؤدي بدوره إلى زيادة إنتاج الزهم (الزيت)، تعطيل وظيفة حاجز الجلد، مما يؤدي إلى تهيج الجلد والتهابه، وبالتالي تساقط الشعر، حيث أنك قد تجد فروة رأسك تصاب بالحكة والقشور وتصبح دهنية عندما تمر بفترة مرهقة.
وتقول أنابيل: " إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض في فروة رأسهم، مثل الصدفية وقشرة الرأس، غالباً ما يجدون حالتهم تزداد سوءا بسبب الإجهاد والضغط العصبي".
- التغذية
سواء أكنت تتبع نظاما غذائيا قاسيا أو تعاني من اضطراب في الأكل أو قمت بتغيير نظامك الغذائي بشكل كبير، مثل اتباع نظام غذائي نباتي على سبيل المثل، فيمكن أن يكون لما تأكله تأثير كبير على شعرك.
وحسب أنابيل: "نظراً لأن الشعر هو نسيج غير أساسي في الجسم، فهو آخر جزء منك يتلقى العناصر الغذائية من المواد الغذائية التي تتناولها. وحتى هذا النقص البسيط يمكن أن يسبب تساقط الشعر، قبل وقت طويل من تأثيره على صحتك العامة. كما أن أكثر أوجه القصور شيوعا تكون في الحديد والفيريتين (الحديد المخزن) وفيتامين B12 وفيتامين D والزنك".
وأضافت: "كما أن نقص البروتين الغذائي، وعدم تناول ما يكفي من الكربوهيدرات المعقدة واتباع نظام غذائي قاسي يعتبر أيضا من الأسباب الشائعة لتساقط الشعر، أو عدم نمو الشعر بالكامل. والشعر مصنوع من البروتين، لذا أوصي دائما بإضافة جزء من البروتين على الأقل بحجم كف اليد إلى الإفطار والغداء، وتناول حصة من الكربوهيدرات المعقدة مع كل وجبة للحصول على طاقة يسهل الوصول إليها".
- بلوغ سن الياس
تعتبر تغيرات الشعر أمراً شائعاً عند بلوغ سن اليأس ومرحلة انقطاع الطمث. حيث تقول أنابيل : "عندما تمرين بمرحلة انقطاع الطمث، يحدث شيئين رئيسيين يمكن أن يؤثران على شعرك". وتعتبر تغيرات الشعر أمراً شائعًا قبل انقطاع الطمث وخلاله.
تقول أنابيل: "عندما تمر بمرحلة انقطاع الطمث، يحدث شيئان رئيسيان يمكن أن يؤثران على شعرك. فالشيء الأول هوانخفاض مستويات هرمون الاستروجين، مما يساعد على إبقاء الشعر في مرحلة النمو، وهذا الانخفاض هو أحد الأسباب التي تجعل العديد من النساء يعانين في البداية من تساقط الشعر في المراحل المبكرة من انقطاع الطمث".
وأضافت: "أما الشيء الثاني، فهو أنه بمجرد انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، يصبح شعرك يحتوي على المزيد من الأندروجين (هرمون الذكورة)، و الذي يكون في بيئة ثقيلة للتعامل معها. لذلك، بالنسبة للنساء اللواتي لديهن استعداد وراثي لحساسية البصيلات، وحتى المستويات الطبيعية من الأندروجين يمكن أن تتسبب في أن تصبح بصيلات الشعر أصغر وأن ينمو الشعر مرة أخرى بشكل أدق وأقل".