مرضى فيروس كورونا يصابون بتصلب الكبد بعد أشهر من إصابتهم بـ عدوى الجائحة

علوم

ارتباط عدوى فيروس كورونا بـ مخاطر الإصابة بـ تصلب الكبد

2 كانون الأول 2022 11:58

ترتبط عدوى فيروس كورونا التاجي المستجد في زيادة خطر الإصابة بـ تصلب الكبد، والتي يمكن اعتبارها علامة على احتمال المعاناة من أمراض الكبد على المدى الطويل، وذلك وفقا لنتائج دراسة جديدة عرضت مساء أمس في الاجتماع السنوي لجمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية RSNA.

تصلب الكبد

الدكتورة فيروزة حيدري الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب وزميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، كشفت عن دراستها التي تقدم جزءاً من الأدلة الناشئة على أن عدوى فيروس كورونا التاجي المستجد قد تؤدي إلى إصابة المرضى بـ تصلب الكبد، والتي يمكنها أن تستمر لفترة طويلة بعض الإصابة بها.

وشرحت حيدري عن تصلب الكبد أنه أحد علامات الإصابة بتلف الكبد، تماما كالالتهاب والتليف، والذي ينشأ عن تراكم الأنسجة الندبية في الكبد ما يتسبب في تضائل الأنسجة السليمة فيه مع مرور الوقت، الأمر الذي يجعل الكبد غير قادر على أداء وظيفتك بشكل صحيح، إضافة إلى أن التليف والتصلب يمكن أن يؤدي بشكل تدريجي للإصابة بـ فشل الكبد أو سرطان الكبد.

تأثير الإصابة بتصلب الكبد لمرضى فيروس كورونا

وقارن الباحثون خلال هذه الدراسة مدى الإصابة بتصلب الكبد لدى المرضى الذين كانوا قد أصيبوا في السابق بفيروس كورونا التاجي المستجد مع مجموعتي تحكم آخرتين، وقد خضع جميع المشاركين للتصوير المرن بالموجات المقطعية فوق الصوتية في الفترة الواقعة ما بين عامي 2019 و2022 في مستشفى ماساتشوستس العام، حيث تعد تقنية التصوير هذه متخصصة في قياس صلابة الأنسجة للأعضاء الداخلية للجسم بما في ذلك الكبد.

ليتم بعدها تصنيف المرضى إلى ثلاثة مجموعات بناء على الوقت الذي خضعوا فيه للتصوير المرن وما إذا كانت نتيجة اختباراتهم إيجابية تجاه فيروس كورونا التاجي المستجد، حيث تضمنت مجموعة مرضى فيروس كورونا على 31 شخص كانت نتائجهم إيجابية قبل 12 أسبوع على الأقل، في حين تألفت المجموعة الثانية التي كان لديها مناعة ضد فيروس كورونا كونهم أصيبوا بها في السابق من 50 شخصا، بينما كانت مجموعة التحكم التي لم تصب بالجائحة مكونة من 50 شخصا أيضا.

بالإضافة إلى ذلك، كان متوسط عمر المرضى الذين أصيبوا بالفيروس حديثا 53.1 عام، بينما الذين طوروا مناعة ضد فيروس كورونا هو 55.2 عام، ومجموعة التحكم 58.2 عام، بجانب أنه كان من بين جميع المشاركين في هذه الدراسة 67 امرأة مشاركة.

فبعد حصر جميع العوامل المتمثلة في كل العمر والجنس والفترة الزمنية المرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا وعزلها، أظهر التحليل الإحصائي لنتائج التصوير المرن أن المرضى المصابين حاليا أو أصيبوا سابقاً بالفيروس كان لديهم تصلب كبدي أعلى من مجموعة التحكم.

وكان لدى المرضى المصابين بـ فيروس كورونا متوسط تصلب الكبد 7.68 كيلو باسكال، بينما كان لدى المرضى الذين كونوا مناعة من الفيروس جراء إصابتهم سابقا به متوسط تصلب الكبد وصل إلى 5.99 كيلو باسكال، في حين أن الأمر الذي لم يكن متوقعا هو أن مجموعة التحكم كانت متوسط تصلب الكبد لديهم هو 7.01 كيلو باسكال، الأمر الذي لم يجد الباحثين سببا مفهوما له حتى الآن، حيث أنهم يعتقدون أنه جاء نتيجة لتغير أنماط الحياة أثناء جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.

ونفت الدكتورة حيدري معرفتها حتى اللحظة ما إذا كان تصلب الكبد المرتفع الذي لوحظ بعد الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد سيؤدي إلى نتائج سلبية على المرضى، مبينة أن التحقق في الوقت الراهن مازل جارياً حول ما إذا كانت شدة الأعراض الحادة المرتبطة بالجائحة الفيروسية يمكنها أن تنبئنا بشدة الإصابة التي قد تحصل في الكبد على المدى الطويل. كما أننا نأمل في إثراء قاعدة البيانات الحالية الخاصة بنا ببيانات إضافية عن المرضى ونطاق أوسع من المتغيرات المشتركة بينهم، وذلك بغرض الوصول إلى فهم أفضل حيال الآثار الحادة لفيروس كورونا على الكبد".

المصدر: Medical Xpress