قضى الآلاف من طالبي اللجوء في جزيرة ليسبوس اليونانية ليلتهم الثالثة في العراء بعد أن احترق مخيم موريا للاجئين، الذي يعتبر أكبر مخيم للاجئين في البلاد، حيث عرضت فرنسا وألمانيا وهولندا استقبال المئات منهم، وخاصة الأطفال.
وكانت العائلات اليائسة، وكثير منها مع أطفال صغار وتعيش في ظروف قاسية ومشردة وجائعة، والعديد منها بدون خيام أو حتى فراش أساسي مضطرة للمبيت في العراء بسبب وضعهم كلاجئين غير شرعيين في اليونان.
وقالت فاطمة الهاني، وهي امرأة سورية لم يكن لديها الوقت الكافي لأخذ أوراق هويتها قبل أن تجتاح النيران المخيم: "لقد فقدنا كل شيء وتم التخلي عنا هنا دون طعام أو ماء أو دواء".
كما وقال مصدر خاص لوكالة فرانس برس أن كلا من المانيا وفرنسا قد اتفقتا يوم أمس الخميس على مبادرة لدول الاتحاد الاوروبي لتقاسم حوالي 400 قاصر من المخيم بينهما.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في جلسة نقاش في برلين: "إن استقبال اللاجئين القصر هي خطوة أولية نقدمها لليونان، ولكن يجب اتباع خطوات أخرى. فالاتحاد الأوروبي يجب أن يتحمل المزيد من المسؤولية المشتركة عن سياسة الهجرة التي يقدمها ".
بالإضافة إلى ذلك، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أنه يريد أن يتحول هذا النوع من المشاعر إلى أفعال.
وأشار في قمة لزعماء منطقة البحر الأبيض المتوسط في كورسيكا يوم أمس الى أن: "على أوروبا أن تنتقل من كلمات التضامن إلى سياسة أفعال التضامن ، وعلينا أن نضع أزمة الهجرة في قلب مناقشاتنا و أن نكون أكثر واقعية".
بالإضافة إلى ذلك، عرضت هولندا استقبال 100 من المهاجرين المتواجدين في اليونان، بشرط أن يكون نصفهم من الأطفال القصر.
وأدى الحريق الذي نشب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضي في مخيم موريا، مرفق المهاجرين الرئيسي في اليونان، إلى فرار الآلاف بحثا عن الأمان إلى بساتين الزيتون المحيطة في المنطقة.
وبدورها قالت جاييل كوكاني ، اللاجئة الكونغولية الحامل البالغة من العمر 21 عاماً، أن الشرطة اليونانية قد أطلقت الغاز المسيل للدموع أثناء عملية إطفاء الحريق، مضيفة: "لدينا أطفال وشيوخ معاقون بيننا، لماذا هذا النقص في الإنسانية؟. كل ما طلبناه هو ملجأً من الشمس الحارقة تحت شجرة زيتون".
وتجدر الإشارة أن أثينا قالت أن الأطفال القصر في مخيم موريا قد تم نقلهم جوا من جزيرة ليسبوس وأعيد تسكينهم في منشآت آمنة في شمال اليونان، مضيفة أنه تم اختبار جميعهم كإجراء احترازي من فيروس كورونا التاجي المستجد.
و بالقرب من أنقاض مخيم موريا المحترق، أقام السكان المحليون حواجز طرق للمساعدة في عمليات التنظيف ولإفساح المجال لخيام جديدة.
ومن حانبه قال فانجيليس فيولاتسيس، مسؤول بلدية محلي، لوكالة فرانس برس: "حان الوقت الآن لإغلاق مخيم موريا نهائياً. فنحن لا نريد مخيم آخر هنا، وسنعارض أي أعمال بناء. لقد واجهنا هذا الوضع منذ خمس سنوات، حان الوقت كي يتحمل الآخرين هذا العبء".
كما وأعلن المسؤولون اليونانيون حالة الطوارئ لمدة أربعة أشهر في الجزيرة وقاموا بإرسال المزيد من عناصر شرطة مكافحة الشغب.
وقالت وزارة الهجرة اليونانية أن حريقاً ثانياً اندلع في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء دمر معظم المخيم المتبقي حيث كان يعيش ثمانية آلاف آخرين في خيام و أكواخ مؤقتة حول محيط المخيم ، ثم اندلع حريق آخر لفترة وجيزة داخل المخيم يوم أمس الخميس.
كما وقالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية مارجريتيس شيناس ، التي زارت جزيرة ليسبوس يوم أمس الخميس، أنها نظمت عملية لنقل 400 قاصر غير مصحوبين بذويهم إلى البر الرئيسي بهدف نقلهم إلى أوروبا، مضيفة: "في الساعات القليلة المقبلة، ستكون هناك سفن يمولها الاتحاد الأوروبي لتوفير المأوى لأولئك الضعفاء والمحتاجين".
النهضة نيوز