أخبار

صحيفة عبرية تتساءل ..ما الذي يعنيه التزام السعودية بالصمت حيال صفقة التطبيع "الإسرائيلية"-البحرينية

12 أيلول 2020 20:33

التزمت السعودية الصمت بشكل ملحوظ و غامض، بعد الإعلان الرسمي عن اتفاقية تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" و البحرين، الذي تم الإعلان عنه في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة.

واعتبر تقرير نشرته : صحيفة تايمز أوف إسرائيل "الإسرائيلية"، أن التطورات الأخيرة الأخرى ، بما في ذلك فتح السعودية مجالها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي ،تشير إلى أن تل أبيب و الرياض قد تتجهان نحو علاقات أكثر دفئا و رسمية مما مضى ، لكن من المحتمل أيضا ألا يتم التوصل إلى اتفاق عما قريب أيضاً .

وبحسب الصحيفة العبرية سيكون إعلان بدء العلاقات الرسمية مع المملكة العربية السعودية انتصاراً تاريخياً و أسطورياً لـ"إسرائيل" ، و سيمثل تحولاً مهما في المنطقة، رغم أن الرياض لاتوال غير مهتمة بالقيام بمثل هذا الأمر، على الرغم من دعمها التطبيع من واشنطن ووجود مصالح مشتركة لها مع "إسرائيل".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الاتفاق البحريني الإسرائيلي سيؤدي بالضرورة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية و التجارية و الأمنية و غيرها بين البلدين كما أن السعودية و "إسرائيل" و الإمارات و البحرين يشتركون في تصنيف إيران كعدو مشترك لهم ، و يقيمون علاقات وثيقة مع واشنطن .

وكشف التقرير الصحفي "الإسرائيلي" انه عندما زار كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر ، الذي ساعد في التوسط في الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي ، المملكة العربية السعودية و البحرين في وقت سابق من هذا الشهر، قال له ملك البحرين إن بلاده لن تمضي قدماً في التطبيع إلا بالتنسيق الكامل مع المملكة العربية السعودية ، و أن الاستقرار في المنطقة يعتمد على الرياض بشكل أساسي ، غير أن السعوديين قالوا بالمقابل إنهم لن يمضوا قدما في الصفقة على الإطلاق . و لكن سمحت كل من السعودية و البحرين للطائرات "الإسرائيلية" بالتحليق عبر مجالها الجوي الشهر الماضي في أول رحلة تجارية بين تل أبيب و أبو ظبي .

بالإضافة إلى ذلك ، قالت وزارة المخابرات الإسرائيلية في تقرير خاص نشر في وقت سابق من هذا الشهر أن مخاوف الرياض الأمنية تتماشى بشكل وثيق مع مخاوف تل أبيب ، مما يمهد الطريق للتعاون المشترك و التطبيع الأمني بشكل خاص في المستقبل القريب، حيث أن شبكة التهديدات التي تقلق المملكة العربية السعودية تتداخل إلى حد كبير مع شبكة التهديدات التي تقلق إسرائيل، و التي قد تكون بمثابة أساس للتعاون العسكري و الاستخباراتي و الأمني في إطار ثنائي أو كجزء من تحالفات إقليمية أوسع . أما على المستوى المدني ، فيقدم برنامج "رؤية 2030" السعودي الذي يحدد الأهداف طويلة المدى للبلاد ، بما في ذلك الأمل في تنويع الاقتصاد السعودي ، فرصا كبيرة في مجالات صادرات التكنولوجيا و تطوير قنوات التجارة و التعاون في مجالات هامة مثل الطاقة و الكهرباء و الزراعة و الغذاء و الماء و الطيران و السياحة ".

واعتبرت الصحيفة "الإسرائيلية" أن التقارب السياسي و الدبلوماسي بين كل من إسرائيل و السعودية ، و الذي حدث في السنوات الأخيرة ، أصبح ممكنا بفضل التغيرات السياسية و الاقتصادية في العالم ، و التي كان من بينها انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 و تقلب أسعار النفط و نشوب الحروب في سوريا و العراق و اليمن . مما أدى إلى تناقص أهمية القضية الفلسطينية ، بالإضافة إلى الأهمية الكامنة في صعود نجم ولي العهد السعودي ، محمد بن سلمان كقائد حكيم و شاب للمملكة العربية السعودية .

ورأت الصحيفة العبرية أن الدعم العربي للقضية الفلسطينية آخذ في التضاؤل يوما بعد يوم ، حيث تم تسليط الضوء على ذلك يوم الأربعاء الماضي عندما فشلت جامعة الدول العربية في تمرير قرار اقترحته السلطة الوطنية الفلسطينية، والذي كان من شأنه إدانة اتفاق التطبيع الإسرائيلي-الإماراتي .

الجدير بالذكر بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد فتحت البحرين اتصالات مع إسرائيل بشكل سري في التسعينيات، مع تسارع تنسيق و تقوية العلاقات في السنوات الأخيرة، حيث كان الكثيرون يتوقعون أن تكون البحرين هي الدولة التالية التي تفتح علاقات مع إسرائيل ، لأنها قدمت منذ فترة طويلة مبادرات علنية للدولة اليهودية، بالإضافة إلى ذلك ، من بين الدول العربية الأخرى التي يعتقد أنها على وشك الاعتراف الكامل بإسرائيل و تطبيع العلاقات معها رسميا هما دولتي عمان و السودان .

صحيفة اتايمز أوف اسرائيل