الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تقارير وحوارات

لا حكومة في لبنان قبل نهاية العام: "المعركة بدأت الآن"

28 أيلول 2020 17:04

أبرز الانطباعات التي تركها المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم أمس، أن الأوضاع اللبنانية تتجه للمزيد من التعقيد.

إذ إن الرئيس المكلف مصطفى أديب، فشل في تشكيل الحكومة في الوقت الذي كان الرئيس ماكرون يقدم "جزرة" التصريحات الناعمة المسايرة لحزب الله، بوصفه أحد مكونات الشعب اللبناني والتشكيلة النيابية القائمة، أما وقد برز ماكرون "بعصا" التصريحات الغليظة، فقد دفع بمبادرته إلى الموت المحتم!

من وجهة نظر سياسية، فإن ما فعله الرئيس الفرنسي يوم أمس، ليس سوى انصياع للرغبة الأمريكية والسعودية، في اخراج حزب الله من التشكيلة الحكومية، ماكرون، الذي غلف زياراته إلى لبنان بثوب تصريحات الصداقة والاحتواء، وقع تحت ضغط رهيب من الإدارة الأمريكية، هذا الضغط، دفعه لوضع جملة من العراقيل في طريق تشكيل الحكومة.

بكثير من التجريد والإنصاف، فإن الثنائي الشيعي، لم ينقلب على تفاهمه مع الرئيس ماكرون وفقما زعم يوم أمس، إنما انقلب الأخير على كل ما قدمه من مبادرات، ولم تكون ورقة وزارة المالية، سوى واجهة للعقبات التي وضعها الفرنسيون ومن خلفهم السعودية والولايات المتحدة في طريق تشكيل الحكومة، كان الحريري يهندس خطوات افشال أديب، وكان الأخير يطبق!

ماذا بعد اعتذار مصطفى أديب؟ وماذا بعد خطاب الرئيس الفرنسي؟، لا شيء، سوى مزيد من التعقيدات، أعطى ماكرون يوم أمس مهملة ستة أسابيع جديدة لتشكيل الحكومة، بالتوازي مع ذلك، صعد لهجة خطابه مع حزب الله، وكرر ذات التصريحات الأمريكية السعودية، ولكن بلغة فرنسية، ما يعني أنه قدم وصفة جديدة للفشل، حيث لن يقبل الثنائي الشيعي بأن ينزل عليهم رئيس حكومة "بالبراشوت"، ولن يقبلوا بسعد الحريري، ولا بمصطفى أديب، ماكرون ترك "الحبل على الغارب": شكلوا الحكومة؟، أما كيف؟ فلا إجابات ؟

بالعودة إلى نقطة الأسابيع الستة، لا يبدو أن هذه المدة قد أعطيت عبثاً، فقبل انتهائها، ستعقد الانتخابات الأمريكية، وسيحدد شكل الرئيس الأمريكي القادم، مستوى الندية والتصلب في التعاطي مع حزب الله وتشكيلة الحكومة المقبلة في لبنان، وعليه، فإن الخطاب الفرنسي، سيبقى معلقاً على هذه الحالة، حتى يحدد صندوق الاقتراع الأمريكي شكله القادم، وحتى ذلك الحين، لا حكومة ستشكل، ولا مبادرة فرنسية ستمضى قدماً، والرئيس المسير حسان دياب، سيواصل مهامه، والدولار الذي قفز بواقع 500 ليرة بعد اعتذار أديب وخطاب ماكرون، سيواصل تحليقه، كل ما يحدث، علق عليه الرئيس نبيه بري قبل أسبوع بالقول: "المعركة بدأت الآن".

النهضة نيوز - بيروت