قوبلت الانباء التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن اقامة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع عارضة البكيني كانديس فان دير ميروي بحذر شديد من قبل السياسيين ورجال الدولة السورية.
وتعامل السياسيون والشخصيات الاعتبارية بحذر مع كشف صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن رئيس الوزراء سعد الحريري أرسل أكثر من 16 مليون دولار لعارضة البيكيني في جنوب إفريقيا فان دير ميروي بحذرٍ وشكٍ في لبنان،
وابتعد وسائل الاعلام اللبنانية عن معالجة الموضوع في نشراتها وبرامجها، خشية من الملاحقة المتوقعة من سعد الحريري وفريق محاميه، لاسيما ان الصحيفة تحدثت ان انفاق الحريري على عارضة الازياء كان قبل ان يتولى منصباً في الدولة
والسيد سعد الحريري البالغ من العمر 49 عاماً متزوج وأب لثلاثة أطفال، ورث جزءً من إمبراطورية والده الراحل، ما امكنه من العيش بطريقة تشابه حياة اغنى أغنياء العالم.
وذكرت الصحيفة أن الحريري أرسل الأموال إلى كانديس فان دير مروي البالغة 26 عاماً منذ عام 2013م، بعد لقائه بها في منتجع خاص بجزر سيشل، وفقاً لما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الاثنين الماضي.
ووفقاً للصحيفة الامريكية التي نقلت عن وثائق محكمة جنوب إفريقيا، فإن التحويلات المصرفية الكبيرة على نحو غير عادي أثارت الشكوك لدى السلطات المالية والضرائب في جنوب إفريقيا، اعتقاداً أن المال كان مخصصاً لوالد عارضة الأزياء، وهو رجل أعمال خاض معارك قضائية متكررة مع السلطات الضريبية، أدت في نهاية الأمر إلى تجميد أرصدته المالية بالكامل.
يشار إلى انه تم الإعلان عن علاقة السيد الحريري بالقضية في جنوب إفريقيا في ديسمبر 2018م، عندما قررت السيدة فان دير ميروي، التي زعمت أن هذه الأموال هدية، مقاضاة المسؤولين الحكوميين مقابل 65 مليون دولار كتعويض عن ملاحقتها، ومع ذلك ، ذكرت وسائل الإعلام الجنوب أفريقية أن محاميها لم يؤكد ولم ينكر أن السيد الحريري قد تم تعريفه على أنه "رفيقها".
ولم يستجب مكتب السيد الحريري لصحيفة نيويورك تايمز أو ذا ناشيونال للتعليق، ولا يبدو أن عمليات النقل قد انتهكت القانون أيضاً، ولكن الادعاءات تأتي في وقتٍ حساسٍ للغاية لكل من لبنان والسيد الحريري، مما يؤجج نظريات المؤامرة ضد لبنان.
واندلعت الاحتجاجات العنيفة في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد تراجع نسبة صرف الدولار الأمريكي، والذي يتم استخدامه بالتبادل في لبنان إلى جانب العملة المحلية، مما زاد المخاوف من أن البلاد ستواجه أزمةً ماليةً وشيكة.
في 18 سبتمبر أعلن السيد الحريري أن شبكة تلفزيون المستقبل، وهي شبكة تلفزيونية أسسها والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عام 1993م، سيتم تعليقها مؤقتاً لأسباب مالية، فلم يتم دفع رواتب العديد من موظفيها البالغ عددهم 380، و لم يتضح متى سيحصلون على رواتبهم حتى اللحظة.
حيث أضرب موظفوه في أغسطس عن العمل واشتكوا من أن الحريري الملياردير لم ينقذهم، ففي لبنان غالباً ما يكون الخط الفاصل بين المال العام والخاص غير واضح، حيث أن العديد من الأحزاب السياسية اللبنانية وقادتها يمولون شركات الإعلام للعمل كقوالب خاصة بهم.
وفي صيف عام 2017م انهارت شركة الإنشاءات العربية السعودية التابعة للسيد الحريري "شركة سعودي أوجيه" تاركةً الآلاف من العاطلين عن العمل ورائها، وفي بعض الحالات كان هناك عمال قد تقطعت بهم السبل في المملكة السعودية بدون توفر أي أموال لديهم للعودة إلى وطنهم حتى.
وعلى الرغم من الضرر المحتمل لقصة نيويورك تايمز لسمعة الحريري، إلا أن السياسيين اللبنانيين التزموا الصمت حيال ذلك، وقد بدا السيد الحريري أنه ألمح إلى المقال في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء ، قائلاً: "مهما كانت الحملة التي يشنونها ضدي، وأي شيء يقولونه أو يكتبونه، فسأواصل العمل ولن أتوقف".
وقد ابتعدت شبكات التلفزيون عن القصة مركزةً على المشاكل الاقتصادية في البلاد أو على حضور السيد الحريري جنازة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والتي أصبح خلالها عاطفياً وبدا متأثراً على وفاته.
وكانت تغطية الصحف ضئيلةً أيضاً، حيث حاولت صحيفة الأخبار، وهي صحيفة يومية تدعم الخصم السياسي الرئيسي للحريري حزب الله الدفاع عن رئيس الوزراء، متهمةً صحيفة نيويورك تايمز بالعمل بناء على طلب من حكومة الولايات المتحدة لزيادة الضغط على الحريري كي يستقيل، وقالت الصحيفة إن توقيت المقال "المشبوه" يرتبط بالضغوط الأمريكية على لبنان والعقوبات الأمريكية المفروضة عليه ولضرورة إبقاء الحريري بعيداً عن حزب الله.
وقامت الولايات المتحدة مؤخراً بزيادة العقوبات على حزب الله المدعوم من إيران وهددت باستهداف حلفائها غير الشيعة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ما اثار سخرية الكثير من اللبنانيين من رئيس الوزراء بسبب علاقته المزعومة، لكن الموظفين السابقين في تلفزيون المستقبل هاجموا أيضاً نيويورك تايمز والإدارة الأمريكية ، فيما وصفوه بأنه صدى لنظريات مؤامرة الإعلام على لبنان.
كما عبر مؤيدو لسعد الحريري عن دعمهم على تويتر، قائلين : "إن المدفوعات المالية للسيدة فان دير مروي كانت تتم بأموال خاصة من أجل مسألة خاصة في وقتٍ ساعد فيه السيد الحريري الكثيرين في لبنان".
وأجاب مؤلف المقال بن هوبارد على موقع تويتر:"يتكهن البعض عن سبب نشر هذا المقال الآن، انه سهل .. لقد تلقينا المستندات مؤخراً ووجدناها تستحق النشر، لذلك قمنا بنشر مقال عنها، فإذا كان لدي الوثائق في العام الماضي، أو في سنة أخرى، لكنت قد فعلت ذلك في ذلك الوقت، هذا هو السبب الحقيقي لنشري لها الآن".
أيمن مهنا مدير هيئة الرقابة الإعلامية اللبنانية سكايز ، قال "إن نظريات المؤامرة يجب أن توضع في سياق الذعر بشأن الاقتصاد اللبناني، فلقد أصيب الناس بالفعل بالذعر مؤخراً ، بالإضافة إلى كل مشاكلهم، فهناك مقال يمثل مشكلةً إضافية، ولهذا السبب اعتقد ان توقيته سياسي بامتياز.
ومع ذلك ، قال السيد مهنا "إن نظريات المؤامرة لا معنى لها، لأنه بإضعاف السيد الحريري، فإن الولايات المتحدة ستقوي حزب الله فقط، والذي يعتبرونه منظمةَ إرهابية.
وقال رولاند بربر المنتج السابق في تلفزيون المستقبل "إن القصة من غير المرجح أن تتسبب في أضرار سياسية للسيد الحريري لأن الصحفيين اللبنانيين يتجنبون مهاجمة السياسيين بتفاصيل تتعلق بحياتهم الخاصة، ففي لبنان هناك احترام للحياة الخاصة والجنسية للشخصيات العامة، بالإضافة إلى ذلك، لا يجرؤ أحد على تناول موضوع العلاقات خارج نطاق الزواج مع السياسيين لمجرد أن الجميع لديهم الكثير ليخسروه، بمن فيهم الصحفيون المحليون وجميع السياسيين تقريباً، فكل شخص لديه سره الصغير القذر الذي يجب حمايته".