منوعات

لماذا تخوننا الكتابة ؟

أحمد هاتف

26 تشرين الأول 2020 15:35

محوت شهورا وانا استجمع الصور والأفكار لأفتح نافذة الكتابة .. اقرأ واتابع واترصد واستجمع مايتعثر من ملامح الفكرة والشخصيات .. امضيت ليال طويلة وانا اصغي لأصواتها واراقبها تمشي وتعمل وتتنفس وتهذي وتحب وتتشاجر .. توقفت طويلا امام فلسفتها الحياتية نضجها ورخاوتها وثباتها وتعثراتها ..لكن حين سلطت الضوء على حركة الحياة .. ارتبك شيء ما .. كأن ثمة شحوب في الضوء ..تغبيش في العدسة .. بدت الخارطة عائمة وثمة نقص حاد في فن الارتقاء الى الظهور ...


بدا لي المشهد غريبا .. ثمة شيء لاتفهمه احيانا ..عثرة ما لست تدركها .. فأنت هنا تبدو وكأنك غير مؤهل للكتابة لخلل ما .. قوة الدفع غير مؤاتية للتحليق ..رغم اكتمال نصاب التحضيرات بدقة .. وهنا تتدفق الأسئلة ..

اين الخلل .. لماذا لم يفتح المشهد نفسه كما يفعل دائما متيحا لفعل التدفق ان يأتي .. لماذا بدت الرائحة غائبة والحياة غير متماسكة والفعل مضطربا .. ثمة مكمن لا افهمه .. هذا العدم التناسق بين الحامل والمصباح يبدو احيانا مؤسفا .. هل الروح تلك التي لاتغرق على رمال السطر المتحركة هي المؤسس لهذا الارتباك ؟ ..هل الكتابة فعل كيمياء لايكتمل الا بتوازن العناصر .. بدا لي كل شيء مثاليا . . ثم اضطرب .. كإنما لم تحن اللحظة ..كإنما قرر الفعل ان ينسحب ولم تعد اللغة واسعة ..افكر ان الفعل تاما لكن الفاعل معطلا ..الكتابة هي فن الولوج الى الذات .. فن استحلاب ضروع روحك .. وحين تعجز عن المرور الى جوهر مراياك تظل دون الفعل .. التعثر هنا ليس نقصا في الاداء ..بل في استحالة الوصول .. ربما التواصل .. تستطيع ان تقفز لتمر ..لكن تأكد لن تكون انت الجوهر ، بل انت المحترف .. الاحتراف هنا هو صوتك الميكانيكي لاصوت روحك المغلقة الآن لسبب لاتدركه .. لذا اغلق اعلن اغلاق ممرات الفعل وانتظر ..ستأتي .. 

النهضة نيوز