التجمعات الخاصة تغذي جائحة فيروس كورونا وتفشيها

علوم

لهذا السبب.. التجمعات الخاصة تغذي جائحة فيروس كورونا وتفشيها

27 تشرين الأول 2020 09:57

يقول الخبراء أن اللقاءات الصغيرة مع أفراد الأسرة "الآمنين" والزملاء تعتبر الأكثر احتمالا لنشر وتفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد من المشاركة في التجمعات العامة الكبيرة.

ووفقا لوكالة DW، ألقت سلطات الرعاية الصحية الألمانية اللوم بشكل مباشر على التجمعات الخاصة وليس على وسائل النقل العام أو أماكن العمل في التفشي الكبير الذي شهدته ألمانيا مؤخراً. حيث أن حشود الأشخاص الذين يتشاركون الهوية الاجتماعية هي التي تميل إلى نشر الفيروس، وذلك لأن طبيعتنا البشرية تفرض علينا أنه عندما نكون مع أشخاص نعرفهم، فإننا نميل إلى التخلي عن حذرنا وقبول السلوك الأكثر خطورة من الآخرين ومن أنفسنا.

كما وقالت الباحثة البريطانية، والتي نشرت دراسة أخيرة في هذا المجال بمجلة علم النفس الاجتماعي البريطانية، الدكتورة دانييلا هولت خزاعي: "لدينا شعور متبادل بالاحترام والثقة كبشر، وهذا يجعلنا أقل يقظة في المواقف الخطرة لأننا ندرك أن هؤلاء الأشخاص آمنين، مما يجعلنا نريد أن نكون أقرب إليهم جسديا ونفسياً".

وبينما يقول الخبراء أن الحد من التفاعل الاجتماعي هو الطريقة الأكثر أمانا لحماية نفسك من العدوى، فإن القضاء على كل التفاعلات الاجتماعية له تداعيات صحية خطيرة أيضاً، حيث يقول التحالف الوطني للأمراض العقلية في المملكة المتحدة أن المناخ السائد الذي يشوبه القلق والتوتر والعزلة يمكن أن يضر بصحتنا العقلية بشكل كبير للغاية.

التجمعات الخاصة تغذي جائحة فيروس كورونا 

ووفقا لوكالة DW، تظهر الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الأقل ارتباطا اجتماعيا لديهم مخاطر أعلى للوفاة من أولئك الذين يدخنون أو يشربون أو يعانون من السمنة.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الدكتورة ميليسا هوكينز، مديرة برنامج علماء الصحة العامة في المملكة المتحدة: "نحتاج إلى التفكير في طرق لحماية أنفسنا من الفيروس وخطر الإصابة به مع مراعاة حماية أنفسنا من التعرض لحالات الصحة العقلية بفعل نقص التفاعل الاجتماعي".

وقالت الدكتور هوكينز وخبراء آخرون لوكالة DW أنه يجب علينا ترسيخ مفهوم "الحد من الضرر" من خلال الدعوة إلى سيناريوهات منخفضة المخاطر مثل تشكيل فرق الحجر الصحي أو "الفقاعات" التي يوافق فيها عدد قليل من الأشخاص على مشاركة دائرتهم الاجتماعية بشكل حصري ومؤقت.

وحتى أثناء وجودك في هذه الفقاعات الآمنة، يوصي الخبراء باستخدام أقنعة الوجه والتباعد الاجتماعي لتقليل خطر انتشار المرض عندما تتفاعل مع شخص آخر وجها لوجه.

كما وأظهر استطلاع أجرته شركة Axios-Ipsos أن الأمريكيين يمضون قدما في حياتهم من خلال إنشاء هذه الفقاعات الاجتماعية، والتفاعل مع مجموعات من الأشخاص الذين يعرفونهم ويثقون بهم والذين يلتزمون بإرشادات تقليل مخاطر تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد، حيث يتم توزيع هذا الاتجاه بشكل متساو إلى حد كبير في جميع المجالات، وقال 47 ٪ من الأمريكيين إنهم أنشأوا بالفعل فقاعات اجتماعية خاصة بهم.

النهضة نيوز