المناعة ضد فيروس كورونا لا تدوم طويلا

علوم

دراسة بريطانية تكشف أن المناعة ضد فيروس كورونا لا تدوم طويلا

28 تشرين الأول 2020 10:38

وجدت دراسة علمية بريطانية نشرت يوم أمس الثلاثاء أن الأجسام المضادة التي يشكلها الجسم كمناعة طبيعية ضد فيروس كورونا التاجي المستجد قد تراجعت بشكل ملحوظ وبسرعة من انتهاء فصل الصيف، مما يشير إلى أن المناعة المكتسبة بعد الإصابة بالفيروس قد لا تدوم طويلا، مما قد يؤدي إلى إصابة الأشخاص بالفيروس مرة أخرى وتقليل مناعة المجتمع، الأمر الذي يقلل من مصداقية نظرية "مناعة القطيع".

خلال الدراسة، تتبع العلماء في جامعة إمبريال كوليدج لندن مستويات الأجسام المضادة في السكان البريطانيين بعد الموجة الأولى من إصابات فيروس كورونا في شهري مارس وأبريل، ووجدوا أن انتشار الأجسام المضادة انخفض بمقدار الربع، من 6٪ من السكان قرب نهاية شهر يونيو إلى 4.4٪ فقط وصولا إلى شهر سبتمبر، مما يثير احتمالية انخفاض مناعة السكان قبل حدوث موجة ثانية من تفشي الجائحة الفيروسية والإصابات الجديدة في الأسابيع الأخيرة التي فرضت عمليات إغلاق وقيود محلية من جديد.

وعلى الرغم من أن المناعة ضد الفيروس التاجي الجديد هي منطقة معقدة وغامضة بالنسبة للعديد من الأطباء والباحثين، والتي قد تساعد في تشكيلها الخلايا التائية والخلايا البائية التي يمكن أن تحفز الإنتاج السريع للأجسام المضادة بعد إعادة التعرض للفيروس، إلا أن الباحثون قالوا أن تجربة الإصابة بفيروسات كورونا الأخرى قد لا تدوم طويلاً، أي أن المناعة ستكون مؤقتة وغير مجدية في محاربة الفيروس مرة أخرى أو الفيروسات الشبيه به.

فيروس كورونا

كما وقالت الدكتورة ويندي باركلي، رئيسة قسم الأمراض المعدية في جامعة إمبريال كوليدج لندن: "يمكننا أن نرى وجود الأجسام المضادة وأن نراها تتراجع ونبحث في السبب الكامن وراء ذلك، بحسب الأدلة المتوفرة لنا، أود أن أقول أنه مع ما نعرفه عن فيروسات كورونا الأخرى، سيبدو الأمر كما لو أن المناعة تتراجع بنفس المعدل مع تراجع الأجسام المضادة، وهذا مؤشر على ضعف المناعة على مستوى السكان".

وأضافت الدكتورة باركلي: "بالإضافة إلى ذلك، إن تراجع الأجسام المناعية المضادة قد تم ملاحظته لدى الأشخاص الذين لم تظهر لديهم أي أعراض إصابة بالفيروس، مقارنة بأولئك الذين تم تشخيص إصابتهم باستخدام فحوصات PCR وظهرت عليهم أعراض الإصابة المعروفة".

وتجدر الإشارة إلى أن نتائج هذه الدراسة تدعم النتائج التي توصلت إليها أبحاث ودراسات مماثلة في ألمانيا، والتي وجدت أن الغالبية العظمى من الناس ليس لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا، حتى في نقاط التفشي الساخنة، وأن الأجسام المضادة قد تتلاشى لدى أولئك الذين يصابون به بمرور الوقت.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جسارفيتش، أن عدم اليقين بشأن المدة التي ستستمر فيها المناعة والأجسام المضادة لفيروس كورونا، بجانب حقيقة أن معظم الناس لم يكن لديهم أي أجسام مضادة لفيروس كورونا في المقام الأول، تظهر الحاجة إلى كسر سلاسل الانتقال والتفشي على وجه السرعة.

كما وقال في إفادة صحفية للأمم المتحدة في جنيف يوم أمس: "إن الحصول على مناعة القطيع الجماعية عن طريق السماح للفيروس بالمرور عبر السكان ليس خيارا صحيحا أو سليما على الإطلاق".

النهضة نيوز