دراسة جديدة: يمكن للأجسام المضادة لفيروس كورونا مهاجمة الجسم بدلا من الفيروس

الأجسام المضادة لفيروس كورونا الأجسام المضادة لفيروس كورونا

وجدت دراسة جديدة صادر عن معهد إيموري للرعاية الصحية في ولاية أتلانتا الأمريكية أن بعض المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد قد طوروا استجابة مناعية ذاتية، وذلك من خلال قيام الجسم بتكوين أجسام مضادة ذاتية تهاجم الخلايا البشرية بدلا من الفيروس.

وقارن الباحثون هذه الآلية مع مرض الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي، وهي حالات غير قابلة للشفاء ولكن يمكن علاجها وإدارتها صحياً، حيث قد تفسر الأجسام المضادة الذاتية سبب معاناة بعض المتعافين من فيروس كورونا من أعراض طويلة المدى بعد إصابتهم الأولية بالفيروس التاجي.

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فقد شهد الخبراء الطبيون منذ فترة طويلة الدمار الذي يمكن أن يحدثه الفيروس على الجسم بأكمله عندما يتسبب في استنفار كامل للاستجابة المناعية، في حين أن تناول عقار الستيرويد "الديكساميثازون"، الذي تم إعطائه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إبقاء رد فعل الاستجابة المناعية متحكما فيه وتحت السيطرة قدر الإمكان كي لا يزيد من سوء الأعراض.

فيروس كورونا

وفي الظروف العادية، تصنع الخلايا المناعية البائية أجساما مضادة للجسم لتقوم بمهاجمة الفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى، كما أن هذه الخلايا التي تسمى أيضا باسم الخلايا الليمفاوية B، وهي خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى وتساعد في تكوين أجسام مضادة تتذكر مسببات الأمراض كل مرة، مشكلة مناعة مستدامة كالتي توجد لدينا ضد فيروس الحصبة الألمانية وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض التي حصلنا على لقاحات ضدها في وقت مبكر من حياتنا.

لكن لدى بعض الأشخاص، مثل أولئك الذين يعانون من مرض الذئبة، تقوم الخلايا البائية بإنتاج أجسام مضادة ذاتية تهاجم عن طريق الخطأ حمضها النووي الموجود على الخلايا التي قتلها الفيروس، وليس الفيروس نفسه، وافترض العلماء في معهد إيموري أن هذا هو ما يحدث أيضا لدى المرضى الذين يعانون من أعراض الإصابة بفيروس كورونا حتى بعد شفائهم منه.

وقالت الدكتورة ماريون بيبر، الأستاذة المساعدة في علم المناعة في جامعة واشنطن، لصحيفة نيويورك تايمز: " في أي وقت يكون لديك فيه هذا المزيج من الالتهاب وموت الخلايا، فهناك احتمال ظهور أمراض المناعة الذاتية، والأهم من ذلك هو ظهور الخلايا المناعية الذاتية".

بالإضافة إلى ذلك، يقول الدكتور ماثيو وودروف وفريق البحث الذين أجروا هذه الدراسة، أن ما يقرب من نصف المرضى المصابين بفيروس كورونا و عانوا من أعراض خطيرة، والذين تم اختبارهم كان لديهم أجسام مضادة ذاتية تتعرف على الحمض النووي الخاص بها، مشيرين إلى أن اكتشافهم هذا قد يؤدي إلى اكتشاف والتوصل إلى علاجات جديدة يمكن أن تقلل من النوبات الجلدية.

النهضة نيوز