قبل تسعة أشهر، توقع الخبراء أن العزلة الاجتماعية والضغط الاقتصادي والضغوط الأخرى التي تسببها جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد إلى زيادة مشاكل الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم، حيث تشير الإحصاءات إلى أنهم كانوا على حق، فقد زادت حالات الانتحار والموت بسبب الجرعات المفرطة من المخدرات والعنف المنزلي خلال الجائحة.
وقال الدكتور كين داكويرث، كبير المسؤولين الطبيين للمعلومات والدعم والتعليم في التحالف الوطني للأمراض العقلية، لشبكة ABC News: "هناك موجة من الصحة العقلية التي ظهرت خلال هذه الجائحة، حيث ساهمت أوامر البقاء في المنزل وإغلاق المدارس وفقدان الدخل والعزلة الاجتماعية في تصاعد أزمات الصحة العامة".
والجدير بالذكر أن المتخصصين يحذرون من أن الآثار السلبية على الصحة العقلية من الوباء قد أصابت الأقليات العرقية وكبار السن والأسر ذات الدخل المنخفض والعاملين في مجال الرعاية الصحية بشكل أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت دراسة استقصائية حديثة نشرت في مجلة JAMA العلمية، أن معدل الانتحار في الولايات المتحدة قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال فترة انتشار الوباء الفيروسي، ووجدت أن 41٪ من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم قالوا أنهم عانوا من أعراض سلوكية أو عقلية سلبيى خلال الجائحة، علاوة على ذلك، اعترف 10٪ بأن لديهم أفكار انتحارية.
الاكتئاب بسبب فيروس كورونا
كما وينطبق الشيء نفسه على وباء المواد الأفيونية، الذي كان مستشريا في أمريكا قبل تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، ووفقاً للجمعية الطبية الأمريكية، فقد أبلغت أكثر من 40 ولاية عن زيادات في الوفيات المرتبطة بالمواد الأفيونية، كما وزادت جائحة فيروس كورونا من انتشار حالات الوفاة بسبب الجرعة الزائدة من المخدرات، بالإضافة إلى أن عدد المستخدمين لأول مرة آخذ في الارتفاع أيضاً.
والجدير بالذكر الأمم المتحدة قد حذرت خلال فصل الربيع الماضي، من أن الجائحة الفيروسية ستزيد من عدد حالات العنف الأسري على مستوى العالم، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "إن هناك تصاعداً مروعاً لحالات العنف المنزلي في العالم مع تصاعد الخوف من تفشي جائحة. وبالنسبة للعديد من النساء والفتيات، فإن التهديد يلوح في الأفق بشكل أكبر حيث يجب أن يكونوا أكثر أمانا في منازلهم. ولذلك، فإنني أوجه نداءً عالمياً لإيقاف جميع أنواع العنف المنزلي ومحاربته".
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة بالتيمور صن أن مكالمات الإبلاغ عن العنف المنزلي زادت بنسبة 25٪ خلال شهر مارس الماضي مقارنة بالمكالمات الواردة في شهر مارس من العام السابق. وزادت شكاوي العنف المنزلي بشكل مباشر مع انتشار الجائحة الفيروسية.
حيث تقول الرقيب جاكلين ديفيس، المتحدثة باسم قسم شرطة مقاطعة آن أروندل في ماريلاند: "أعتقد أنه من الآمن للغاية أن نقول أنه ليس كل شخص في هذا البلد لديه منزل آمن و سعيد صالح ليقوم بحجر نفسه فيه. ومما لا شك فيه أن الخوف ليس حكراً على الأشخاص المصابين بالمرض أو الذين يخافون من الإصابة بالمرض في هذه الأوقات الصعبة، بل ويشمل أيضاً أولئك الأشخاص الذين يتم حجرهم صحياً في المنزل مع أشخاص مسيئين ومتنمرين، إن هذا الأمر غير عادل على الإطلاق".
كما وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن العنف المنزلي مشكلة صحية خطيرة يمكن أن تؤثر على مواطن أمريكي أو أي شخص حول العالم، ويمكن أن تسبب مشاكل جسدية وعقلية وعاطفية طويلة الأمد.
والجدير بالذكر أنه في جميع أنحاء البلاد، تتعرض امرأة واحدة على الأقل من بين كل 4 نساء، ورجل واحد من بين كل 7 رجال للعنف الجسدي من قبل شريكهم الحميم في مرحلة ما من حياتهم، وذلك وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
النهضة نيوز