تأثير المنتجات والسلع غير الصحية على الصحة النفسية

العلاقة بين السلع غير الصحية والاضطرابات النفسية

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS Global Public Health أن "السلع غير الصحية" مثل التبغ، الكحول، الأطعمة فائقة المعالجة، وسائل التواصل الاجتماعي، والوقود الأحفوري ترتبط بشكل متزايد بالاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب، الانتحار، والقلق، وتُظهر هذه الدراسة أن تلك المنتجات والأنشطة التجارية لا تؤثر فقط على صحة الأفراد، بل تسهم أيضاً في تفاقم مشاكل بيئية كبرى مثل تغير المناخ وتلوث الهواء، مما يزيد من حدة التحديات الصحية النفسية، وتؤكد هذه النتائج أهمية النظر إلى هذه السلع باعتبارها عوامل مؤثرة بشكل عميق على الصحة النفسية .

التأثير العالمي للأمراض النفسية

على مستوى العالم، يُعاني حوالي شخص من بين كل ثمانية أشخاص من اضطراب نفسي، مثل الاكتئاب، القلق، أو الميول الانتحارية، وبينما تُساهم عوامل متعددة في تطور هذه الأمراض، تركز الدراسة على ما يُعرف بـ "المحددات التجارية للصحة"، وهي الطرق التي تؤثر بها المنتجات المسوقة بكثافة على صحة الفرد والمجتمع بشكل عام، وقد استند الباحثون في هذه الدراسة إلى تحليل شامل لأكثر من 65 دراسة مراجعة، لتقييم تأثير ستة أنواع من السلع التجارية: التبغ، الكحول، الأطعمة فائقة المعالجة، المقامرة، وسائل التواصل الاجتماعي، والوقود الأحفوري، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل درس الباحثون أيضاً تأثير استهلاك الوقود الأحفوري على الصحة النفسية، لا سيما من خلال دوره في تغير المناخ وزيادة تلوث الهواء.

العلاقة بين السلع غير الصحية والاضطرابات النفسية

أظهرت المراجعة وجود أدلة قوية تربط بين استهلاك الكحول، التبغ، المقامرة، وسائل التواصل الاجتماعي، الأطعمة فائقة المعالجة، وتلوث الهواء وزيادة معدلات الاكتئاب، كما ربطت الدراسة بين استهلاك هذه السلع وبين ارتفاع معدلات الانتحار، خاصة في حالة استهلاك الكحول والتبغ والمقامرة ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تأثير تغير المناخ وتلوث الهواء، في حين أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي صلة واضحة بزيادة معدلات إيذاء النفس بين الأفراد، خاصة بين الشباب والمراهقين.

ومن ناحية أخرى، تبين أن تلوث الهواء وتغير المناخ يسهمان بشكل كبير في زيادة مستويات القلق لدى الأفراد، حيث يؤثر التدهور البيئي بشكل مباشر على الصحة النفسية من خلال زيادة الشعور بعدم الاستقرار والخوف من المستقبل.

ضرورة تسليط الضوء على التأثيرات النفسية للأنشطة التجارية

تؤكد نتائج الدراسة على الحاجة الماسة لإيلاء المزيد من الاهتمام بالتأثيرات النفسية التي تفرضها هذه الأنشطة التجارية، فالأمر لا يقتصر على الأضرار الصحية المباشرة لهذه السلع، بل يتعدى ذلك ليؤثر على الاستقرار النفسي والاجتماعي للأفراد والمجتمعات، وبالتالي، ينبغي التفكير في وضع سياسات أكثر صرامة للحد من انتشار هذه المنتجات والأنشطة الضارة، والتوعية بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

مجلة PLOS