توصلت دراسة جديدة إلى أن النساء اللواتي يعملن خارج المنزل قد ينتهي بهن الأمر بذاكرة أكثر حدة في وقت لاحق من الحياة مع التقدم في العمر.
ووجد الباحثون أنه من بين ما يقرب من 6200 امرأة شاركن في الدراسة واللواتي كن يبلغن من العمر 55 عاماً أو أكثر، كانت النساء اللواتي عملن في سن الرشد أقل عرضة لتدهور الذاكرة، مقابل أولئك اللواتي بقين في المنزل دون عمل، ولوحظ أن الرابط كان موجودا سواء أكانت الامرأة متزوجة أو عزباء، أو كانت قد أنجبت أطفالا أم لا.
وقال الخبراء أن النتائج لا تثبت أن العمل المأجور بطريقة ما يحافظ على صحة الدماغ، ولكنهم قالوا إن ارتباط الذاكرة بالعمل منطقي للغاية، ووجدت أبحاث أخرى أن التحفيز العقلي والاجتماعي قد يساعد في تجنب فقدان الذاكرة مع تقدم الناس في العمر، ويمكن أن توفر الوظيفة هذه الأشياء لهم.
كما وقال الدكتور توماس فيديك، زميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، والذي لم يشارك في الدراسة : " تفسيري الوحيد هو أن المشاركة في القوى العاملة هي بديل لتلك الأشياء الأخرى التي قد تشغل الدماغ و ترهقه بلا فائدة . كما أن هذه الدراسة تقدم قطعة أخرى من البيانات التي قد تفيد بأن الدماغ في وقت متأخر من الحياة يستمر في التطور من خلال المشاركة الذهنية والاجتماعية".
بالإضافة إلى ذلك، أشارت إيريكا ساباث، إحدى الباحثات في الدراسة و الأستاذة المشاركة في كلية بوسطن للخدمة الاجتماعية، إلى نقاط مماثلة، وقالت: "أعتقد أن هناك الكثير من الفوائد العقلية والمعرفية للعمل خارج المنزل، والذي يمكن أن يشمل المهام التي تتطلب جهدا عقليا إلى إدارة العلاقات مع الآخرين، وهذا يمكن أن يفيد العقل بشكل كبير. وعندما نفكر في العمل، غالباً ما نفكر في المخاطر الصحية التي يمكن أن تحدث لنا، لكن هذه الدراسة تسلط الضوء على الفوائد الصحية المحتملة".
والجدير بالذكر أن هذه الدراسة شملت التي نشرت على الإنترنت بتاريخ 4 نوفمبر في مجلة Neurology العلمية، قد شملت 6189 امرأة تتراوح أعمارهن بين 55 عاما وما فوق، وخضعن لاختبارات الذاكرة كل عامين في المتوسط ، كما وتمت متابعتهن لمدة 12 عاماً.
بشكل عام، أظهرت النساء اللواتي عملن خارج المنزل في سن الرشد ومتوسط العمر انخفاضا أقل في الذاكرة بمرور الوقت، وبين النساء اللواتي بلغن سن الـ 60 والـ 70 على سبيل المثال، كان معدل الانخفاض في حدة الذاكرة بين الأمهات غير العاملات أكبر بنسبة 50٪، مقارنة بالأمهات اللواتي عملن خارج المنزل.
والجدير بالذكر أنه قد تم التوصل إلى هذه النتائج بعد أن أخذ الباحثون في الحسبان عددا من العوامل الأخرى، بما في ذلك العرق ومستوى التعليم والظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرأة أثناء الطفولة.
وفي الواقع، كان معدل تدهور الذاكرة أبطأ لدى النساء العازبات العاملات مقارنة بالأمهات المتزوجات اللواتي يبقين في المنزل، على الرغم من أن المجموعة الأخيرة كانت تنحدر من خلفيات أكثر امتيازاً ورفاهية.
وقالت الباحثة ساباث أن نتائج النساء العازبات كانت مفاجئة، حيث أنه غالباً ما تواجه العازبات ضغوطا ومصاعب مالية أكثر من المتزوجات، ووجدت الأبحاث السابقة أنهن أكثر عرضة للإصابة ببعض الحالات الصحية الخطيرة مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين، مقارنة بالنساء العاملات المتزوجات.
النهضة نيوز