وجد العلماء الإيطاليون الذين حللوا عينات دم مأخوذة من متطوعين في تجربة للسرطان أن بعضهم كان لديه أجسام مضادة لفيروس كورونا التاجي المستجد في وقت مبكر من شهر سبتمبر من العام الماضي.
وفحص الباحثون في المعهد الوطني بمدينة ميلانوا الإيطالية عينات دم مأخوذة من 1000 شخص كانوا قد شاركوا في تجربة سريرة مخصصة لعلاج مرض السرطان، وذلك في الفترة الواقعة ما بين سبتمبر 2019 ومارس 2020 في مدينة ميلانو، التي كانت أول منطقة يتم تصنيفها بأنها موبوءة بفيروس كورونا في إيطاليا.
وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنه قد تم الإبلاغ عن تفشي فيروس كورونا لأول مرة في مدينة ووهان الصينية خلال شهر ديسمبر من نهاية العام الماضي، إلا أن أحدث النتائج كشفت أن الفيروس قد كان نشطا في أوروبا قبل ذلك بكثير.
كورونا في أوروبا
ووفقاً لصحيفة Newsweek"" وما ترجمها عنها موقع "النهضة نيوز"، يقول الباحثون أن دراستهم قد تعيد تشكيل تاريخ جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، حيث قالوا: "تظهر نتائج دراستنا أنه قد كان هناك انتشار مبكر وغير متوقع لفيروس كورونا التاجي المستجد بين الأفراد الذين لم يعانوا من أي أعراض في إيطاليا قبل عدة أشهر من تحديد المرضى الأوائل في مدينة ووهان الصينية. حيث أن العثور على الأجسام المضادة لفيروس كورونا لدى الأشخاص الذين لم يعانوا من أعراض قبل تفشي الجائحة الفيروسية في إيطاليا من الأساس قد يعيد تشكيل تاريخ هذا الوباء العالمي".
وعلى الرغم من عدم تأكيد الإصابة الأولى بفيروس كورونا إيطاليا حتى يوم 21 فبراير، واكتشف الباحثون أن أكثر من 11٪ من الأشخاص المشاركين في الدراسة كان لديهم أجسام مضادة محددة للفيروس قبل ذلك التاريخ بفترة طويلة ، بما في ذلك ما نسبته 14٪ من عينات الدم التي تم تحليلها في سبتمبر 2019.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها الباحثون دليلا على وجود عدوى مبكرة. ووفقا لهيئة البث والإذاعة البريطانية BBC، تم علاج مريض في فرنسا من الالتهاب الرئوي بتاريخ 27 ديسمبر، وتم إجراء اختبار مسحة الأنف التي تم أخذها في ذلك الوقت لاحقا بحثا عن فيروس كورونا، والتي أظهرت نتيجة إيجابية، مما يعني وصول فيروس كورونا إلى أوروبا أكثر بكثير مما كان يعتقد العالم أجمع.
النهضة نيوز