أشارت توقعات الخبراء الأخير إلى أن مسرح العمليات في المغرب العربي سيتغير خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن تنظيم القاعدة أعلن، السبت الماضي، تعيين زعيم جديد له في المغرب العربي، هو الجزائريّ أبو عبيدة يوسف العنابي، الأمر الذي يعد بداية لتلك المرحلة.
حيث رأى الخبير المغربي في الدراسات الجيوستراتيجية والأمنية الشرقاوي الروداني، أن الإعلان عن الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة، جاء في ظروف خاصة تعرف تصدعا للتنظيم الأم على مستوى القيادة، خاصة بعد تحييد مجموعة من الرموز في أفغانستان وفي إيران.
وتوقع الخبير الأمني أن يحاول الزعيم الجديد في أول الأمر التموقع وإظهار قوته عن طريق فصائله في مالي و بوركينافسو، وأن يحاول خلق توازنات جديدة في صراع التنظيم مع تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى بقيادة عدنان أبو وليد الصحراوي.
وتبقى منطقة "موبتي" مع الحدود المالية النيجيرية، مرشحة للتصعيد والاستقطاب والضربات الإرهابية، وقد تعرف مناطق درنة وإجدابيا في ليبيا بعض العمليات، مع ترشيحها ضمن المناطق التي ينشط فيها التنظيم.
من جانبها، اعتبرت الدكتورة بدرة قعلول رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بتونس، أن الزعيم الجديد سيحاول لملمة شتات التنظيم في المنطقة.
وأوضحت أن تنصيب الزعيم الجديد جاء بعد خلافات بين صفوف القاعدة في المغرب العربي، وأن بعض الأجنحة كانت تريد تنصيب أياد غالي من مالي، حيث كان البعض يرفض زعامة التنظيم من قيادي جزائري.
وشددت قعلول أن الإعلان عن الزعيم الجديد بمثابة الضوء الأخضر للذئاب المنفردة بتنفيذ عمليات سواء في الجزائر أو ليبيا، وكذلك الدول التي لديها مشكلات أمنية في المنطقة.
بدوره، قال إدريس قصوري الخبير الأمني المغربي، أن الظروف الحالية تساعده بعدما انتقل من سوريا والعراق إلى منطقة الساحل والصحراء، وأنها ستكون الأنسب للقاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة في ظل التوترات.
ورأى أن توترات الأوضاع في ليبيا وعدم التماسك الداخلي الجزائري خلال المرحلة الانتقالية، إضافة إلى مالي والدول الأخرى التي تشهد توترات ستوفر البيئة اللازمة للقاعدة.
كما نوه إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة والتي ستضاعف من حجم التحديات الخاصة بالمواجهة، خاصة وأن التنظيمات الإرهابية تعمل دائما على إبقاء الأوضاع متوترة من أجل إضعاف الاقتصاد والاستفادة من الوضع.
وبحسب قصوري فإن الزعيم الجديد سيحاول تنفيذ عملية كبيرة تمثل له وللقاعدة الصورة الجديدة التي يسعى إليها ليستعيد بريق القاعدة.
وقال قصوري إن دموية الزعيم الجديد ستدفعه لتنفيذ عملية في دول ضعيفة في المرحلة الأولى قبل أن يحاول تنفيذ عملية في الداخل الجزائري أو المغربي.
وأوضح أن أي محاولة لتنفيذ عملية في الدول القوية يمكن أن تعطيه دفعة تاريخية حال نجاحها، أو تكلفه الكثير من الثمن حال فشلها.
كما توقع أن يحاول القاعدة استثمار التوترات الأخيرة بين جبهة البوليساريو، والمغرب.
المصدر: سبوتنيك