صحيفة إيرانية تحث على ضرب حيفا انتقاما لاغتيال العالم النووي فخري زاده

فعلى الرغم من أن صحيفة كيهان جادلت منذ فترة طويلة بالانتقام العدواني من العمليات التي تستهدف إيران ، إلا أن مقال الرأي الذي نشر اليوم الأحد ذهب إلى أبعد من ذلك ، حيث اقترح تنفيذ أي هجوم يدمر المنشآت و يتسبب في خسائر بشرية كبيرة بأي طريقة كانت .

وأعلنت وزارة الدفاع الايرانية أن محسن فخري زاده، العالم الذي سبق أن قال أن "اسرائيل" والولايات المتحدة يرأسان برنامج الاسلحة النووية المارقة، قد اغتيل يوم الجمعة الماضي في كمين قرب العاصمة طهران .

وأكدت الوزارة مقتل فخري زاده، أستاذ الفيزياء والضابط في الحرس الثوري الإيراني، بعد أن تناقلته وسائل إعلام إيرانية على نطاق واسع .

وأشار العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين إلى أنهم يعتقدون أن "إسرائيل" كانت وراء جريمة القتل في الساعات القليلة التي أعقبت الهجوم، وتعهد أحد مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بالانتقام من الجهة الواقفة وراء الاغتيال، لكن لم يصدر تعليق "إسرائيلي" رسمي على الهجوم، وقالت تقارير تلفزيونية "إسرائيلية" في وقت متأخر من ليلة الجمعة أن الجيش قد دخل في حالة تأهب قصوى في أعقاب الاغتيال .

ونشرت صحيفة كيهان المقال الذي كتبه المحلل الإيراني سعد الله زرعي، الذي قال أن ردود الفعل الإيرانية السابقة على الغارات الجوية "الإسرائيلية" المشتبه بها التي قتلت عناصر قوات الحرس الثوري في سوريا لم تكن كافية لردع "إسرائيل". 

وأضاف أن ضرب حيفا وقتل عدد كبير من الناس سيؤدي بالتأكيد إلى تثبيت معادلة الردع، وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية والنظام "الإسرائيلي" وعملاءه ليسوا مستعدين بأي حال من الأحوال للمشاركة في حرب ومواجهة عسكرية مع إيران .

و أضاف زرعي أن الهجوم على حيفا يجب أن يكون أكبر من هجوم إيران بالصواريخ الباليستية على القوات الأمريكية في العراق في أعقاب الضربة الأمريكية التي شنتها طائرة مسيرة و أدت إلى اغتيال الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في شهر يناير بداية العام .

يشار إلى أن مدينة حيفا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط قد سبق أن تعرضت للتهديد في الماضي من قبل كل من إيران جماعة حزب الله اللبنانية، حيث اقترح زعيم حزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، مؤخرا ضرب مخازن نترات الأمونيوم الموجودة في حيفا، و هي سماد شديد الانفجار أدى إلى تفجير ميناء بيروت القاتل في شهر أغسطس الماضي، والذي أسفر عن مقتل 193 شخصا و إصابة 6500 شخص آخرين .

وعلى الرغم من أن صحيفة كيهان صحيفة قليلة الانتشار في إيران، فإن رئيس تحريرها حسين شريعتمداري قد تم تعيينه من قبل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وسبق أن وصف بأنه كان مستشارا للمرشد الأعلى في الماضي .

كما وعقد البرلمان الإيراني صباح اليوم الأحد جلسة استماع مغلقة بشأن مقتل فخري زاده و بعد ذلك  قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن أعداء إيران يجب أن يندموا على قتله، و قد صرح لإذاعة محلية : " إن العدو الاجرامي لن يندم على فعلته الا برد فعل قوي ".

وبث التلفزيون الحكومي صورا لنعش فخري زاده و هو ينقل جوا إلى مشهد، و هي مدينة شيعية مقدسة في شرق إيران و موطن ضريح الإمام الرضا .

بالإضافة إلى ذلك، قارن المحللون فخري زاده بأنه على قدم المساواة مع روبرت أوبنهايمر، العالم الذي قاد مشروع مانهاتن الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، و الشخص الذي صنع القنبلة الذرية .

كما و حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فخري زاده عام 2018 بأنه مدير مشروع الأسلحة النووية الإيرانية، و ذلك عندما كشف نتنياهو في ذلك الوقت أن إسرائيل قد استطاعت الحصول على أرشيف ضخم من مستودع في طهران، و الذي احتوى على مواد إيرانية خاصة مليئة بالتفاصيل عن برنامج أسلحتها النووية، حيث قال : " فخري زاده تذكروا هذا الاسم جيدا ".