أخبار

بعد اغتيال محسن فخري زاده.. هل حاصر نتنياهو بايدن في مواجهة مع إيران

1 كانون الأول 2020 11:30

كتب باتريك ج. بوكانان، مقالاً في موقع أنتي وور "AntiWar" الأمريكي تساءل من خلاله ما إذا كانت إسرائيل، كما يعتقد عالميا ولم تقدم إنكارا بدورها، وراء اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، مشيرة الى أن هناك العديد من الأسئلة التي تثار حول هذا الأمر.


• لماذا يقتله الإسرائيليون؟ ولماذا يفعلون ذلك الآن؟

فالعالم محسن فخري زاده الذي تم اغتياله حسب باتريك ج. بوكانان، كان قائدا في برنامج ال النووية الإيراني، ولكن تم حل هذا البرنامج في عام 2003 بحسب ما اعترفت به إيران من قبل.

وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، أعلنت جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية الـ 17 "بثقة عالية" في عام 2007 أن إيران لم يعد لديها برنامج للقنابل النووية. وبعد مرور أربع سنوات، أكدت نفس وكالات الاستخبارات هذه النتيجة من جديد.

ومنذ عام 2015، كانت جميع المنشآت النووية الإيرانية، وبموجب الاتفاق النووي الإيراني حسب باتريك ج. بوكانان، تخض للرقابة والتفتيش من الأمم المتحدة، ولم تنتج إيران البلوتونيوم ولا اليورانيوم المخصب إلى مستوى 90٪ المطلوب لصنع قنبلة نووية.

في حين استمرت إسرائيل في الزعم بأن إيران لم تتوقف عن العمل على صنع قنبلة نووية، لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية ومفتشي الأمم المتحدة النوويين اتفقوا على أن البرنامج النووي العسكري الذي أشرف عليه فخري زاده قد انتهى رسميا عام 2003.

لذلك، يطرح السؤال مرة أخرى حسب باتريك ج. بوكانان، لماذا يأذن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموساد بإرسال فريق اغتيال إلى إيران لقتل العالم النووي؟ ولماذا الآن؟

ويضيف باتريك ج. بوكانان، إذا كانت إيران تدير برنامجا سريا لصنع قنبلة بالفعل، والذي يعتبر انتهاكا للاتفاق النووي، فلماذا لا تحدد إسرائيل والولايات المتحدة موقع الانتهاك وتطالب بزيارة مفتشي الأمم المتحدة وتكشف الازدواجية الإيرانية للعالم و تقتل الصفقة نفسها؟

اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده

• لماذا تقتل العالم بدلا من قتل الصفقة النووية؟

يقول باتريك ج. بوكانان، من وجهة نظر نتنياهو، هناك دوافع كثيرة للدعوة لقتل العالم النووي الإيراني فخري زاده، وأحد تلك الأسباب هو إذلال الحكومة الإيرانية، ولإثبات قدرة الموساد على قتل أعداء إسرائيل دون التعرض لأي عقاب. بالإضافة إلى إرسال رسالة للعلماء الآخرين العاملين في البرنامج النووي الإيراني مفادها بأن قوات الأمن الإيرانية لا تستطيع حمايتهم.

أما بالنسبة لـ"السنة" وعرب الخليج الذين يرون إيران خصما إقليميا استراتيجيا وطائفياً، فإن قدرة إسرائيل على معاقبة إيران بضربات متكررة دون إجابة تجعل إسرائيل حليفا وشريكا مرغوبا فيه أكثر من أي وقت مضى، حسب تعبير باتريك ج. بوكانان.

لكن مع هذه الضربة التي هزت العالم، يرى باتريك ج. بوكانان أن نتنياهو كان يرسل أيضاً رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً، جو بايدن، الذي يفصله سبعة أسابيع فقط عن توليه الرئاسة.

• ما هي رسالة نتنياهو لبايدن؟

يوضح باتريك ج. بوكانان أنه يمكن وصف رسالة نتنياهو للرئيس الأمريكي المنتخب بايدن بالتالي: "إن عملية الموساد هذه يجب أن تخبركم بمدى جدية تصميم إيران على صنع قنبلة نووية، وكيف سيكون التهديد الوجودي بالنسبة لنا في حال نجحت في ذلك، وإننا نعتزم التعامل مع هذا التهديد عاجلا وليس آجلا.وإذا حاولت عند توليك المنصب، الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات الأمريكية مقابل امتثال إيران الكامل لشروط تلك الصفقة، ولن يتم تقييد الإجراءات التي نتخذها لمنع حدوث ذلك. ونظراً إلى أن الرئيس ترامب وضع أمريكا أولاً، فإننا سنضع إسرائيل أولا، وستتصدر إيران قائمة التهديدات التي نعتزم مواجهتها، ويفضل أن يكون ذلك معك، ولكن إذا لزم الأمر، ستقوم بذلك بمفردك".

ومن وجهة نظر نتنياهو كما يرى باتريك ج. بوكانان، يبدو أن مقتل أكبر عالم نووي إيراني هو خطوة رابحة للجميع، حيث أن فضائح نتنياهو الشخصية قد أصبحت واضحة وعلنية أكثر من أي وقت مضى، وأصبح ينظر إليه بسبب هذه الخطوة من قبل الإسرائيليون على أنه رجل عملي ومدافع حاسم للأمة الصهيونية من أكبر تهديد لها.

ويضيف باتريك ج. بوكانان، إذا ما ردت إيران على اغتيال العالم النووي بضربة مضادة، فقد يؤدي ذلك إلى انتقام إسرائيلي وتصعيد قد تمتد إلى حرب شاملة، وتشير الى أن هذا يمكن أن يحول نتنياهو إلى رئيس وزراء في زمن الحرب مثل ونستون تشرشل، ويحقق بذلك حلمه بأن تجلب أمريكا قواتها الجوية والبحرية والصاروخية الكاملة لتوجيه ضربة قاصمة للجيش الإيراني ونظام آية الله خامنئي.

تشييع العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده

ومع ذلك تلفت باتريك ج. بوكانان، أن اغتيال فخري زاده وعزم إيران على الانتقام يعقد - إذا لم يغلق - طريق بايدن نحو العودة إلى الاتفاق النووي والمصالحة مع إيران، مشيرة الى أن إذا ما اشتعلت الحرب بسبب عملية الاغتيال هذه، فإن طهران تعلم أن هناك احتمالاً حقيقياً بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستتحالف مع إسرائيل، خاصة وأن دونالد ترامب يكره الحكومة الإيرانية بقدر ما يفعل نتنياهو، وأنه إذا ما فشل "المعتدلون" في طهران في الحفاظ على الشرف الوطني بالانتقام من إسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى فوز نظام متشدد في انتخابات هذا العام.

ويرى باتريك ج. بوكانان أن عودة المتشددين الإيرانيين إلى الحكم تعني انهيارا تاما للاتفاق النووي الإيراني وحرباً باردة جديدة يمكن أن تنتهي في النهاية بالحرب الساخنة في الشرق الأوسط بين كل من إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، والتي طالما رغب فيها صقور الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك يقول الكاتب، كما أظهر ترامب باغتياله للجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في سيارته القادمة من مطار بغداد، فهو لا يتراجع عن العمل المباشر ضد الأعداء المحتملين.

وفي الأسبوع الماضي، سيرت الولايات المتحدة طائرتين من طراز B-52 من قاعدة مينوت بولاية داكوتا الشمالية إلى الشرق الأوسط، وبدأت حاملة الطائرات المدمرة USS Nimitz في التحرك من المحيط الهندي باتجاه الخليج العربي أيضاً.

و قبل أربعة أيام من اغتيال العالم الإيراني، التقى نتنياهو سرا في مدينة ساحلية على البحر الأحمر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وهنا يتساءل باتريك ج. بوكانان، هل علم بومبيو بما سيفعله الإسرائيليون؟، وهل علمت الولايات المتحدة بالهجوم أو وافقت عليه أو لم تعترض عليه؟، وهل يريد الأمريكيون هذه الحرب التي تبدو أقرب اليوم من أي وقت مضى؟

الجدير بالذكر أن باتريك ج. بوكانان، مؤلف كتاب "تشرشل، هتلر، والحرب غير الضرورية"، وكتاب: " كيف فقدت بريطانيا إمبراطورتيها والغرب خسر العالم".

النهضة نيوز _ترجمة خاصة