كشف باحثون من جامعة تيانجين في الصين عن تقنية طبية مبتكرة تتيح قياس مستويات الصوديوم في الدم دون الحاجة لاستخدام الإبر أو سحب العينات الدموية. يعتمد هذا الابتكار على دمج الإشعاع التيراهيرتي مع الكشف الصوتي البصري (optoacoustic detection)، بحسب ما ورد في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Optica العلمية.
كيف تعمل التقنية الجديدة؟
يرتكز هذا الأسلوب على خصائص فريدة للإشعاع التيراهيرتي، الذي يتميز بانخفاض طاقته، مما يجعله آمناً على الأنسجة الحية، إضافة إلى قدرته العالية على اكتشاف الجزيئات الحيوية، هذه الصفات جعلته محط اهتمام كبير في الأوساط الطبية خلال السنوات الأخيرة.
لكن الاستخدام البيولوجي لهذا الإشعاع ما زال يواجه تحديين رئيسيين:
اكتشاف جزيئات غير الماء في العينات البيولوجية المعقدة.
اختراق الأنسجة السميكة للوصول إلى ما تحت سطح الجلد.
قاد الباحث تشين تيان فريق العمل الذي تمكن من مراقبة مستويات الصوديوم في دم الفئران بدقة ميلي ثانية، واستمر ذلك لأكثر من 30 دقيقة، كما أثبتت التقنية كفاءتها في التمييز بين مستويات الصوديوم العالية والمنخفضة في عينات دم بشرية.
وفي اختبارات شملت متطوعين، رصد الفريق علاقة مباشرة بين الإشارة الصادرة عن الصوديوم وتدفق الدم تحت الجلد — وكل ذلك دون الحاجة لتبريد الجلد مسبقاً، وهي خطوة كانت تُستخدم عادة لتقليل تشويش الماء.
التطبيق السريري
يخطط الباحثون لتطوير التقنية بشكل يجعلها صالحة للاستخدام السريري اليومي، من خلال:
تحديد أفضل مناطق الجسم التي توفر قياسات دقيقة.
تطوير طرق فعالة لتقليل إشارات الماء دون الحاجة للتبريد.
وإذا تم تحسين هذه الجوانب، يمكن أن تصبح هذه التكنولوجيا واحدة من أكثر أدوات الفحص الطبي راحة وسهولة، لا سيما للمرضى الذين يحتاجون إلى مراقبة دورية لمستويات الصوديوم مثل مرضى القلب أو الكلى.
الصوديوم: عنصر حيوي لا غنى عنه
يلعب الصوديوم دورا جوهريا في:
تنظيم الضغط الأسموزي للسوائل.
نقل الإشارات العصبية.
انقباض العضلات، بما في ذلك عضلة القلب.
أي اختلال في مستوياته يمكن أن يكون دليلاً على أمراض كامنة مثل أمراض القلب، الفشل الكلوي، أو اضطرابات الجهاز العصبي.