دراسة تشير إلى نقاط قوة خفية لدى الأطفال المصابين بعسر القراءة

علوم

دراسة تشير إلى نقاط قوة خفية لدى الأطفال المصابين بعسر القراءة

15 كانون الأول 2020 20:50

هناك أدلة متزايدة على أن الأطفال المصابين بعُسر القراءة قد يكون لديهم ذكاء اجتماعي وعاطفي مرتفع مقارنة بغيرهم.


وإلى جانب إظهار أن عسر القراءة قد يكون أكثر تعقيداً من مهارات القراءة الضعيفة، وتضيف نتائج دراسة جديدة إلى أن عسر القراءة غالباً ما يرتبط بنقاط القوة الشخصية الخفية.



وقالت فرجينيا ستورم، البروفيسورة بجامعة كاليفورنيا، والطبيبة النفسية بمركز سان فرانسيسكو للذاكرة والشيخوخة: "هناك حكايات تفيد بأن بعض الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة يتمتعون بذكاء اجتماعي وعاطفي أكبر من غيرهم".

كما وأضافت ستورم: "لا نريد أن نقول إن جميع الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة هم بالضرورة موهوبون بهذه الطريقة، ولكن يمكننا التفكير في عسر القراءة باعتباره مرتبطا بنقاط القوة والضعف".

أما فيما يتعلق بنقاط الضعف، لاحظ الباحثون أن زيادة التفاعل العاطفي والحساسية بين الأطفال المصابين بعسر القراءة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب أيضاً. 

وخلال الدراسة، قام الباحثون بتقييم لـ 32 طفلاً يعانون من عسر القراءة، والذين تتراوح أعمارهم بين 8-12، و22طفلاً لا يعانون من صعوبات التعلم للمقارنة بينهم.

وتم اختبار الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة للتأكد من أنهم يواجهون صعوبة في القراءة، وتقييم مهاراتهم في التفكير وفهم المصطلحات العاطفية لمعرفة مدى تفاعلهم العاطفي والاجتماعي. كما وأكمل الأطفال وأولياء أمورهم استبيانات حول صحة الصغار العاطفية والعقلية.

والجدير بالذكر أن الباحثين قد وجدوا أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة كان لديهم استجابات فسيولوجية وسلوكية أقوى عند مشاهدة مقاطع فيديو قوية عاطفياً، مقارنة بالأطفال غير المصابين بعسر القراءة.

وقال الباحثون أن هذه الاستجابة العاطفية الأقوى قد ارتبطت بوجود تواصل أكبر في شبكة بروز الدماغ، والتي تشارك في توليد المشاعر والوعي الذاتي.

وبدورها قالت المؤلفة المشاركة الدكتورة ماريا لويزا جورنو تيمبيني، الأستاذة والمديرة المشاركة لمركز UCSF لعسر القراءة: "إن الرسالة الموجهة للعائلات هي أن هذه الحالة يمكن تحديدها من خلال ملاحظة أثارها السلبية على القراءة لدى الأطفال، ولكننا بحاجة إلى نظرة أعمق وبشكل أوسع في جميع وظائف الدماغ فالمتعلقة بعسر القراءة من أجل اكتساب فهم أفضل لنقاط القوة المرتبطة بها وتحديد استراتيجيات العلاج الفعالة".

بالإضافة إلى ذلك، أشارت ستورم إلى أن تلك النتائج لها آثار على تعليم الأطفال المصابين بعُسر القراءة أيضاً، وقالت: "نحن بحاجة إلى أن نبني التدريس على نقاط القوة والضعف. وعلى سبيل المثال، قد يكون أداء الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة أفضل في سيناريوهات التدريس الفردي أو الجماعي اعتمادا على كيفية تواصلهم عاطفيا مع المعلمين أو الأقران، ولكننا نحتاج أيضاً إلى أن نكون على دراية بضعفهم تجاه القلق والاكتئاب، وأن نتأكد من حصولهم على الدعم الكافي لمعالجة مشاعرهم وردود فعلهم القوية المحتملة".

النهضة نيوز