حزب الله: الجيش الإسرائيلي يقف على رجل ونصف

أخبار لبنان

حزب الله: احتمال الحرب قائم من باب تحمل المسؤولية وليس من باب الرعب

25 كانون الأول 2020 10:36

بين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن المعادلة القائمة مع العدو هي الرد والاستهداف المقابل، ومن نتائجها أن العدو "الإسرائيلي" يقف على رجل ونصف، وإذا تمكنا من أن نبقيه في حال خوف وترقّب، فإذن ذلك في الحدّ الأدنى يريحنا من جرائمه البشعة، احتمال الحرب قائم من باب تحمّل المسؤولية وليس من باب الرعب ودبّ الذعر في نفوس الناس.

وأكد أن البعض أعطى ترسيم الحدود البحرية وانطلاق التفاوض غير المباشر مع العدو أبعاداً كبيرة مستوحياً من حالة التطبيع القائمة، ولبنان بعيد كل البعد عن ذلك، وكل ما قيل في هذا الإطار في محاولةٍ لاستهداف حزب الله هو كلام بعيد عن الواقع.

وفي وقت سابق من اليوم رحبت "إسرائيل"، بإعلان أمريكا أنها لا تزال مستعدة للوساطة في نقاش بناء بين إ"سرائيل" ولبنان حول الحدود البحرية.

وقال وزير الطاقة "الإسرائيلي" يوفال شتاينتس في تغريدة عبر "تويتر": "أرحب بالبيان الذي أدلى به وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي أوضح حقيقة أن المفاوضات من أجل حل وسط يتعلق بالخلاف المعروف بين الخطوط البحرية الإسرائيلية واللبنانية، كوديعة من قبل البلدين لدى الأمم المتحدة في عام 2010".

وأبدى وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، فى تغريدة عبر حسابه على تويتر، استعداد الولايات المتحدة للدخول فى وساطة بناءة بين لبنان وإسرائيل مع استمرار الخلافات بين الجانبين بشأن ترسيم الحدود البحرية، وقال إن مواقف الطرفين الإسرائيلى واللبنانى بشأن ترسيم الحدود متباعدة.

وتشهد مفاوضات ترسيم الحدود بين كل من إسرائيل ولبنان حالة جدل واسعة، ففى الوقت الذى أعلن فيه حزب الله وحركة أمل اعتراضهما على صيغة التفاوض، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن المحادثات بين الجانبين بناءة.

ووصف بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة الأمريكية ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة فى لبنان، الجولة الأولى من المفاوضات الرامية إلى ترسيم الحدود البحرية المشتركة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، بأنها جاءت بناءة ومثمرة.

وأشارت تقارير سابقة تحدثت عن ملف التفاوض على أنه فخ لابد أن تحذر منه لبنان وأن تكون يقظة لما يحاك لها في مطابخ الغرب، خاصة وأن الراعي الرسمي لعمليات التفاوضهو الولايات المتحدة، والمفاوض هو "اسرائيل".

صحيفة الأخبار اللبنانية وضمن مقال لها كشف هذه الأخطاء وتطرق لها قائلا: أحد الأخطاء هو التقدير الخاطئ لمدى تأثير ضغط أميركا والخوف اللبناني منها، وأن مفاعيل هذا الضغط تنسحب على نتيجة المفاوضات وفقاً للإرادة الإسرائيلية؛ إضافة الى الخطأ في تقدير فاعلية الأزمة الاقتصادية على الموقف اللبناني ما يدفعه إلى القبول بالإملاءات، طالما أن النتيجة هي تمكينه من التنقيب عن غازه والاستفادة من عائده الاقتصادي؛ كذلك أيضاً الخطأ في تقدير حوادث وكوارث حصلت في لبنان، هي امتداد للعامل التأثيري الثاني، ومن بينها الانفجار في مرفأ بيروت؛ وأيضاً الخطأ في تأويل جملة من التصريحات التطبيعية لمقربين وأقارب لإدارة ملف التفاوض، وتحميلها ما لا تحتمل... وغيرها من العوامل.

ونقلت الصحيفة عن تسريبات للإعلام العبري، يبدو أن قرار "إسرائيل" هو العمل على تفعيل مزيد من الضغط والتهويل لدفع لبنان إلى التراجع عن حقوقه الغازية كما وردت في الجولات الأخيرة للتفاوض.

وورد في صحيفة "هآرتس" تهديد غير مباشر للبنان، بأن مشكلة لبنان هي في أن الجمود في المفاوضات يؤخر بدء عمليات التنقيب عن الغاز، عبر شركات من فرنسا وإيطاليا وروسيا وقعت عقوداً مع الجانب اللبناني، وهذه الشركات لن تبدأ التنقيب ما دام الخلاف الحدودي من دون حل، وهذه هي أيضاً الرسالة التي وصلت من "إسرائيل" نفسها إلى الشركات الثلاث.

إذاً تعمل "إسرائيل"، ومن خلفها الولايات المتحدة، على تفعيل الضغط عبر تجمع شركات توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتيك الروسية. وهذا التسريب التهديدي من جانب "إسرائيل" يستأهل متابعة لبنان لدى هذه الشركات لمعرفة إن كانت قد رضخت للضغوط كما تدعي تل أبيب عبر إعلامها، والاستعلام عن مدى الرضوخ ومستواه، إن حصل فعلاً.

وفقاً لتسريبات آخرى عبر صحيفة "هآرتس"، يبدو أن تقديرين إسرائيليين يتعلقان بالموقف اللبناني من المفاوضات:

وفقاً للتقدير الأول لبنان غير معني بأن يتوصل إلى اتفاق، وكل ما أراده منها هو فقط أن يُظهر لإدارة (الرئيس الأميركي ترامب استعداده للمفاوضات، حتى لا يخاطر بالخلاف مع الأميركيين.

أما التقدير الثاني شارك اللبنانيون في المفاوضات وفقاً لبازار تفاوضي: مطلب أعلى لتحصيل المطالب التي يريدونها في نهاية المطاف». يضاف إلى ذلك احتمال أن أسباب الجمود تكمن في الديناميكيات الداخلية تجاه حزب الله ، الذي أُجبر على الموافقة على بدء المفاوضات، ولم يكن متحمساً.

والاحتمال الأخير، كما يظهر، هو تحميل فشل المفاوضات مسبقاً لحزب الله، كما كان متوقّعاً منذ بدء العملية التفاوضية.

تضيف التسريبات العبرية، أنه ما زال يُقدر أن هناك احتمالاً معقولاً للتوصل إلى تسوية تخدم الطرفين ويخرجان منها رابحين، وإن كان هذا الاحتمال في الوقت الحالي، أقل مما كان عليه في تشرين الأول الماضي.

وهذا التراجع كما تشير تل أبيب، أيضاً مرشح للتراجع أكثر، إذ أن القلق الآن هو أنه في ظل تغيير الإدارة في واشنطن، ستتجمد الاتصالات لفترة طويلة، وستتقلص فرص حل الخلاف بشكل كبير.

النهضة نيوز