يعمل الخبراء في المختبر الوطني شمال غرب المحيط الهادئ التابع لوزارة الطاقة الأمريكية على فهم الظروف الأكثر ملاءمة لحدوث حرائق الغابات الكبيرة، وذلك باستخدام التعلم الآلي لتحديد العلاقة بين الحرائق السابقة مع الظروف التي سبقتها، ووجد الباحثون أن هناك زيادة في خطر حدوث كل أنواع حرائق الغابات تقريباً.
جمع المؤلفان المشاركان في الدراسة روبي ليونغ وشياودونغ تشين سجلات حرائق الغابات التي استمرت لعقود طويلة والمحاكاة الجديدة للظروف المناخية السابقة لتحديد المتغيرات التي تؤدي إلى حرائق الغابات.
تفاجأ الفريق عندما اكتشفوا أن وجود رطوبة في الهواء، ولكن ليس بدرجة كافية تؤدي إلى هطول الأمطار، يمكن أن يزيد من احتمالية اشتعال الأراضي العشبية الجافة أو الأشجار بسبب البرق.
وبحسب ليونغ، فقد عرف العلماء أهمية مثل هذه الظروف والحالات الطقسية، لكن توليد بيانات كافية لاستنباط تحولات رطوبة التربة على المدى الطويل أو اتجاهات الرطوبة وتمثيل تأثيرها بدقة لم يكن ممكناً إلا مؤخراً من خلال التقدم الحسابي في إنشاء النماذج على الحاسوب.
استخدم الباحثون هذه التقنية لتجميع حرائق الغابات في أنواع مختلفة، مثل تلك التي تحدث عندما تكون التربة رطبة أو خلال الأيام الملبدة بالغيوم، ووجدوا أن الحرائق التي تتزايد بسرعة هي تلك التي تندلع في الأيام المشمسة الحارة والجافة. هذه الحرائق "الحالة المركبة" التي سميت بهذا الاسم بسبب عواملها المتعددة المساهمة، تحدث بشكل متكرر أكثر من أي نوع آخر، وقال ليونغ إن ارتفاع درجة حرارة المناخ من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم هذه الحرائق.
استناداً إلى الاتجاهات التاريخية التي نراها على مدار الـ 35 عاماً الماضية، من المحتمل جداً أن يستمر هذا الاتجاه، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض رطوبة التربة حيث يبدأ ذوبان الجليد في وقت مبكر من الربيع مما يقلل من رطوبة التربة في الصيف والخريف.
ووجد الباحثون أن جميع أنواع حرائق الغابات تقريباً، بما في ذلك حرائق الأيام الغائمة تحدث كثيراً، الاستثناء الوحيد هو حرائق "الحالة الرطبة" التي تحدث عندما تكون مستويات رطوبة التربة أعلى، ويتزامن انخفاضها مع حدوث الجفاف العام في غرب الولايات المتحدة، وأشار ليونغ إلى أن نافذة موسم الأمطار في كاليفورنيا تتضاءل أيضاً، مما يضيف تحدياً آخر إلى الولاية التي دمرتها الحرائق بالفعل.