وراثة المهارات غير المعرفية تساهم في نجاح الإنسان تماماً مثل المهارات المعرفية

وراثة المهارات غير المعرفية تساهم في نجاح الإنسان تماماً مثل المهارات المعرفية

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة كولومبيا أن المهارات غير المعرفية تساهم في النجاح الشخصي بنفس القدر مثل المهارات المعرفية، حيث قام فريق دولي من الباحثين بالتحقيق في كيفية تأثير المهارات المعرفية على التحصيل العلمي وكذلك نتائج الحياة.

ترتبط المهارات غير المعرفية ، أو "المهارات الناعمة"، بالشخصية والمزاج، وترتبط هذه المهارات بسمات متأصلة مثل النزاهة والتحفيز والمثابرة.

وقال الباحثون أنه كان هناك الكثير من الجدل حول ماهية المهارات غير المعرفية وأفضل طريقة لقياسها، فهل هي: الحافز، المثابرة، العزيمة، الفضول، ضبط النفس، وعقلية النمو، وكل هذه مجرد أمثلة قليلة من الأشياء التي اقترحها الناس على أنها مهارات غير معرفية مهمة.

يدعم البحث فكرة أن وراثة الجينات التي تؤثر على أشياء أخرى غير القدرة المعرفية مهمة لفهم الاختلافات في نتائج حياة الناس، بما في ذلك التحصيل العلمي.

بدأت الدراسات الجينية للتحصيل العلمي بهدف تحديد الجينات التي تؤثر على القدرات المعرفية، ولقد حققوا بعض النجاح في القيام بذلك، ولكن اتضح أنهم حددوا أيضاً الجينات التي تؤثر على مجموعة من المهارات والخصائص الأخرى.

وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة للباحثين بخصوص النتائج هو أن هذه المهارات غير المعرفية ساهمت في توريث التحصيل التعليمي بقدر مساهمة القدرة المعرفية، فمن إجمالي التأثير الوراثي على التحصيل العلمي، شكلت القدرات المعرفية 43 في المائة والمهارات غير المعرفية 57 في المائة.

ارتبطت جينات المهارات غير المعرفية بإنجازات خارج المدرسة، بما في ذلك وظائف مرموقة ومداخيل أعلى وعمر أطول، وعلاوة على ذلك، كانت للجينات المرتبطة بالمهارات غير المعرفية علاقات مع نتائج الحياة هذه التي كانت قوية أو أقوى من العلاقات التي نراها مع الجينات المعرفية.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج تشكل دليلاً هامًا على المفهوم، حيث أظهرت أن وراثة المهارات غير المعرفية لها آثار على الوضع الاقتصادي والصحة العامة على غرار جينات القدرات المعرفية.