العلوم

دراسة جديدة تقول أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا قد تستمر بحماية الجسم منه لفترة طويلة

11 كانون الثاني 2021 20:34

في دراسة جديدة من معهد لا جولا لعلم المناعة ، قرر الباحثون أن مناعة فيروس كورونا يمكن أن تستمر لمدة ثمانية أشهر، أو ربما حتى سنوات، وأفاد الخبراء أن جميع الناجين من فيروس كورونا تقريباً لديهم الخلايا المناعية اللازمة لمحاربة العدوى مرة أخرى.

قام الباحثون بتحليل عينات دم من 188 مريضاً بكوفيد -19، وأشارت نتائجهم إلى أن الاستجابات المناعية التكيفية للجسم ضد السارس، "كوفيد-2" تزود الجسم بالقدرة على محاربة هذا العامل الممرض لمدة ثمانية أشهر على الأقل بعد ظهور الأعراض من العدوى الأولية.

وقال الدكتور أليساندرو سيت: "تشير بياناتنا إلى أن الاستجابة المناعية موجودة، وهي باقية".

كماأوضح البروفيسور شين كروتي: "قمنا بقياس الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة" ب" والخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية القاتلة في نفس الوقت، وعلى حد علمنا، هذه هي أكبر دراسة على الإطلاق، لأي عدوى حادة، والتي قامت بقياس جميع المكونات الأربعة للذاكرة المناعية."

وثقت دراسات سابقة انخفاضاً كبيراً في الأجسام المضادة التي تكافح فيروس كورونا في الأشهر التي تلت الإصابة، مما تسبب في مخاوف بشأن قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه، ويساعد البحث الجديد في توضيح هذه البيانات.

وتابع البروفيسور شين: "الاستجابة المناعية تتناقص بمرور الوقت إلى حد معين، لكن هذا طبيعي، فهذا ما تفعله الاستجابات المناعية. وقال الدكتور سيت: "هناك مرحلة أولى من التكثيف، وبعد هذا التوسع الرائع، في النهاية تنكمش الاستجابة المناعية إلى حد ما وتصل إلى حالة مستقرة".

ووجد الباحثون أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا تستمر في مجرى الدم بعد أشهر من الإصابة، وعلاوة على ذلك، بعد الإصابة بالفيروس التاجي، يتم تجهيز الجسم بخلايا مناعية تسمى خلايا الذاكرة" ب" التي يمكنها إعادة تنشيط وإنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمكافحة العدوى مرة أخرى.

كما بحث الخبراء عن خلايا الذاكرة "ب" التي تتعرف على وجه التحديد على بروتين السنبلة الذي يستخدمه السارس للدخول إلى الخلايا البشرية، واكتشفوا أن خلايا الذاكرة "ب" الخاصة بالسرعات زادت بالفعل في الدم بعد ستة أشهر من الإصابة.

وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى الناجين من كورونا جيش من الخلايا التائية التي كانت مستعدة لتدمير الخلايا المصابة بعد أكثر من ثمانية أشهر من الإصابة الأولية.

وقال البروفسور كروتي: "هذا يعني أن هناك فرصة جيدة للناس أن يتمتعوا بمناعة وقائية، على الأقل ضد الأمراض الخطيرة، لتلك الفترة الزمنية، وربما بعد ذلك بكثير".

وحذر الباحثون من أن المناعة الوقائية تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، فقد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الذاكرة المناعية أكثر عرضة للإصابة مرة أخرى، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى للآخرين.

وقال البروفيسور كروتي: "هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستوى الذاكرة المناعية لديهم، وربما يكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة مرة أخرى".