العلوم

دراسة جديدة تثبت أن العصر الحجري الوسيط استمر 20 ألف عام أطول مما كان معروفاً

11 كانون الثاني 2021 22:10

استمرت الثقافة البشرية القديمة في العصر الحجري الوسيط لمدة 20 ألف سنة أكثر مما كان يعتقد سابقاً، وفقاً لدراسة قام بها فريق من الباحثين بقيادة معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية، تكشف الدراسة أن تقاليد صنع الأدوات في العصر الحجري الوسيط، والتي يعتقد أنها اختفت من السجلات الأفريقية قبل 30 ألف عام، كانت لا تزال تستخدم في أجزاء من غرب إفريقيا حتى 11000 عام فقط.

تم افتراض أن الأدوات المعروفة باسم "الكاشطات" و "النقاط" قد تم استبدالها بالكامل بمجموعة أدوات مصغرة كانت مناسبة بشكل أفضل للمجموعات المتنقلة من الصيادين والجامعين، ومع ذلك، فإن الأدلة على أدوات الحجر الأوسط التي تم العثور عليها في المواقع في جميع أنحاء السنغال الحديثة تظهر أنها تم استخدامها بعد 20000 عام مما كان متوقعاً.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتور إليانور سكري: "تعتبر غرب إفريقيا الخط الأول لدراسات التطور البشري، فنحن لا نعرف شيئاً تقريباً عما حدث هنا في عصور ما قبل التاريخ العميقة، إن كل ما نعرفه تقريباً عن أصول الإنسان يتم استقراءه من الاكتشافات في أجزاء صغيرة من شرق وجنوب إفريقيا".

وللتحقيق، تعاونت الدكتور سكري مع الدكتور خادي نيانغ، من جامعة الشيخ أنتا ديوب لتنظيم بعثة بحثية إلى مناطق مختلفة من السنغال عبر امتدادات من نظامين نهريين رئيسيين، السنغال وغامبيا، ووجد الفريق عدة مواقع من العصر الحجري الوسيط كانت جميعها بها تواريخ صغيرة بشكل مدهش.

وقال الدكتور نيانغ: "توضح هذه الاكتشافات أهمية التحقيق في القارة الأفريقية بأكملها، إذا أردنا حقاً التعامل مع الماضي البشري العميق، فقبل عملنا، أشارت القصة من بقية إفريقيا إلى أنه قبل 11 ألف عام، اختفت الآثار الأخيرة للعصر الحجري الوسيط، وطرق الحياة التي يعكسها، منذ فترة طويلة."

هذا ولم يتضح بعد لماذا كانت هذه المنطقة من غرب إفريقيا موطناً لمثل هذا الإصرار المتأخر لثقافة العصر الحجري الأوسط.

وأوضح المؤلف المشارك للدراسة الدكتور جيمبوب بلينكورن: "في الشمال، تلتقي المنطقة بالصحراء الكبرى، وإلى الشرق ، توجد غابات وسط إفريقيا المطيرة، والتي غالباً ما كانت معزولة عن الغابات المطيرة في غرب إفريقيا خلال فترات الجفاف والتفتت، وحتى أنظمة الأنهار في غرب إفريقيا تشكل مجموعة قائمة بحد ذاتها ومعزولة عن غيرها".

وأضاف الدكتور سكري: "من الممكن أيضاً أن تكون هذه المنطقة من إفريقيا أقل تأثراً بظواهر الدورات المتكررة لتغير المناخ، وإذا كان هذا هو الحال، فإن العزلة النسبية واستقرار الموائل ربما أدى ببساطة إلى القليل من الحاجة إلى تغييرات جذرية في طريقة العيش، كما ينعكس في الاستخدام الناجح لمجموعات الأدوات التقليدية هذه."