لاحظ مجموعة من العلماء في جميع أنحاء العالم، أن الكرة الأرضية تدور مؤخراً حول محورها بشكل أسرع وغير معتاد، حيث شهد العام الماضي أقصر يوم منذ بدء التسجيلات.
ومن المعروف أن كوكب الأرض جهاز توقيت موثوق، حيث يدور في المتوسط مرة واحدة كل 86400 ثانية، أي ما يعادل 24 ساعة، إلا أن ظهور الساعات الذرية فائقة الدقة أظهر أن كوكبنا ليس دقيقاً تماماً في الحفاظ على الوقت.
وكشفت أحدث الساعات الذرية حتى الآن أسرع 28 يوماً على الإطلاق حدثت العام الماضي.
وبسبب التغيرات في الضغط الجوي والرياح وتيارات المحيط وحركة باطن الأرض، فإن الأرض تدور أسرع من المعتاد بأجزاء من الثانية، ولكن لا داعي للذعر لأن دوران الأرض يتغير باستمرار.
إلا أن ذلك يشكل مشكلة لمن يقومون بحفظ الوقت، والذين يعتمدون على الدقة الفائقة في قياس التوقيت العالمي المنسق (UTC)، والذي يحدد العالم منه ساعاته.
وتتضمن هذه التعديلات إضافة "ثانية كبيسة" للسنة إما في حزيران أو كانون الأول، لإعادة الوقت الفلكي والوقت الذري إلى الخط، وتمت إضافة هذه الثواني الكبيسة للتعرف على دوران الأرض ببطء منذ بدء القياس الدقيق للأقمار الصناعية.
ويقوم المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا بإضافة الثواني الكبيسة تقريباً كل عام ونصف العام منذ 1972.
ووصلت آخر إضافة في عام 2016، عندما تم تضمين "ثانية كبيسة" إضافية في ليلة رأس السنة الجديدة عند 23 ساعة و59 دقيقة و59 ثانية.
ومع ذلك، فإن التسارع الأخير في دوران الأرض قد يتطلب من حراس الوقت طرح ثانية لأول مرة على الإطلاق.
من جانبه، قال عالم الفيزياء الفلكية الدكتور غراهام جونز: إذا استمر دوران الأرض في التسارع، فقد نحتاج في مرحلة ما إلى قفزة ثانية سلبية، وإذا حدث هذا، فإن ساعاتنا ستتخطى ثانية، من أجل مواكبة الأرض المتسارعة.
وفي حين أن متوسط طول اليوم هو 86400 ثانية، فإن اليوم الفلكي هذا العام سيقصر بمعدل 0.05 مللي ثانية، وسيعادل هذا تأخيراً قدره 19 مللي ثانية في الوقت الذري على مدار العام.