خلال أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، ظهرت أربعة مجلدات صغيرة حول العالم الطبيعي، موجهة للأطفال في المكتبات، حملت هذه المجلدات عنوان: "ما يجب البحث عنه في فصل......." يليه كل فصل من الفصول الأربعة: الربيع والصيف والخريف والشتاء، وحققت الكتب نجاحاً فورياً وألهمت جيلاً كاملاً من علماء الطبيعة.
وأما الآن، بعد أكثر من 60 عاماً، تنشر دار "ليدي بيرد" للكتب سلسلة جديدة تحت نفس العنوان، بقلم إليزابيث جينر ورسومات ناتاشا دورلي، مثل النسخ الأصلية، يهدفون إلى إلهام علماء الطبيعة الشباب الناشئين لمعرفة المزيد عن الكائنات البرية التي قد يرونها خلال المواسم المختلفة.
وتهدف مديرة النشر شانون كولين إلى البناء على العلامة التجارية الشهيرة لـ "ليدي بيرد" والتي تباع كتبها بالملايين، وقالت: "نشهد حالياً اتجاهاً نحو الاستكشاف في الخارج كترياق شافي لوباء الشاشات، وأردنا تكريم تراثنا من خلال إعادة تصوير هذه السلسلة لجيل جديد من الأطفال".
ربما يكون الاختلاف الأكثر بروزاً بين السلسلتين هو كيف تكشفان عن التغيرات في العالم الطبيعي خلال حياتنا، فعلى سبيل المثال، تضمنت النسخة الأصلية التي تبحث عنها في الصيف حمامة السلحفاة، ثم طائراً مألوفاً في ريف إنكلترا، وهو اليوم، يختفي من الشواطئ، بعد أن انخفض بنسبة مذهلة بلغت 98٪ منذ الستينيات.
كما اختفت فوهات المياه، التي تظهر أيضاً في مجلد الصيف، من أماكن كثيرة خلال العقود الستة الماضية، ومع ذلك، كما يشير الكتاب الجديد، فإن دعاة الحفاظ على البيئة يساعدونها الآن على العودة.
وعلى الجانب الإيجابي، تشمل الأنواع الواردة في المجلدات الجديدة أوسبري، والدلفين الزجاجي، والفقمة الرمادية، وكلها زادت بشكل كبير خلال السنوات الفاصلة، وهناك بعض الأنواع المتناقصة التي لا تزال في مكانها: عصفور المنزل، الذي انخفض أكثر من أي طائر بريطاني آخر شائع، موجود على غلاف المجلد الصيفي الجديد.