عقار "كولشيسين" يحمل الأمل في مكافحة فيروس كورونا

وقال الدكتور جان كلود تارديف، رئيس معهد مونتريال للقلب (ICM)، الدراسة المسماة "كولكورونا"، والتي نشرت نتائجها الأولية مساء الجمعة في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن نتائج دراسته والتجارب السريرية ستنشر بشكل كامل في أسرع وقت ممكن.

• ما هي الاستنتاجات الرئيسية لدراستك التي أجريت على 4488 مريضا في جميع أنحاء العالم منذ مارس 2020؟

قدمت دراسة كولكورونا نتائج مقنعة وزيادة وصلت إلى 20% في حالات الاستشفاء وتقليل الوفيات المرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا باستخدام عقار كولشيسين، مقارنة بالدواء الوهمي. فعند التعامل مع المرضى الذين خضعوا لاختبار أثبت إصابتهم بفيروس كورونا بشكل رسمي، تم اعطاء العقار لما نسبته 25% من المرضى الذين يمكثون في المستشفيات، و5% من الذين كانوا بحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الفرضية الكامنة وراء الدراسة هي أن السبب وراء إصابة المرضى بمضاعفات فيروس كورونا الخطيرة هو الاستجابة الالتهابية المبالغ فيها التي تتطور بها خلايا الدم البيضاء للمريض كرد فعل للفيروس، وقد كان حدسنا هو أنه باستخدام دواء مثل كولشيسين لتقليل هذا التفاعل الالتهابي المبالغ فيه، المعروف باسم "عواصف السيتوكين"، يمكن أن تمنع المضاعفات الخطيرة أيضا.

• لماذا تعتقد أن هذه النتائج مهمة جدا في الكفاح العالمي ضد الوباء؟

عقار كولشيسين هو دواء قوي مضاد للالتهابات ومعروف منذ فترة طويلة، حيث تم اكتشافه منذ 150 عام، ويتم استخراجه من نبات يسمى Colchicum autumnale، وهو يستخدم لعلاج العددي من الأمراض المختلفة مثل النقرس والتهاب المفاصل والتهاب التامور وغيرها.

وفي الحقيقة، تكمن أهمية نتائج دراستنا هذه في أن عقار كولشيسين متوفر بكثرة في الصيدليات، كما ويمكن استخدامه بأمان ويمكن شراؤه بتكلفة زهيدة، ولن يكون اكتشافنا مفيداً في فرنسا وكندا والولايات المتحدة ودول مجموعة الثماني فقط، بل سيكون مفيدا أيضا في الدول النامية والدول الفقيرة وأفريقيا وآسيا، والتي ستستفيد بسرعة من عقار كولشيسين غير المكلف، والذي يؤخذ عن طريق الفم في شكل أقراص.

بالإضافة إلى ذلك، تعطي نتائجنا أملا هاما للمرضى وأنظمة الرعاية الصحية والحكومات حول العالم. وأخيرا، نعتبر دراستنا هذه جزءا من حل مهم لتقليل دخول المستشفى وتقليل الازدحام في نظام المستشفى في النهاية.

• العلماء ينتظرون الآن النتائج الكاملة لدراستك، متى تنوي نشرها؟

سنرسل الدراسة إلى مجلة علمية كبرى، ومن الواضح أنني لا أستطيع أن أفترض تاريخ نشرها، فالمجلة ستقوم بعمل ذلك، وهي ستكون واحدة من أكبر المجلات العلمية في العالم.

كما أننا سنشارك بقية النتائج في أسرع وقت ممكن، وربما حتى قبل النشر النهائي في المجلة، وإننا مقتنعون بأن نتائجنا حاسمة ومقنعة ويمكن استخدامها على الفور لإفادة المرضى.

بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تكون هناك مراجعة سريعة من قبل الوكالات التنظيمية والوكالة الأوروبية للأدوية ووزارة الصحة الكندية في كندا وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذين سيراجعون البيانات بسرعة. لكنني أعتقد الآن أن الأطباء ليسوا مضطرين للانتظار هذه المراجعة التنظيمية من قبل الوكالات، حيث سيتمكن الأطباء والممارسون الصحيون من وصفها للمرضى على الفور لأنها متوفرة في الصيدليات بوفرة بالفعل.