أخبار لبنان

الولايات المتحدة تعمل لتشكيل تحالف دولي لفرض الضغط على القادة اللبنانيين

21 تموز 2021 09:38

يمر لبنان بظروف اقتصادية ومالية خانقة، وتغيب في هذه الظروف الحرجة أهم مقومات الخروج من هذه الأزمات وهي الوحدة الوطنية حيث يطغى على المشهد السياسي تراشق الاتهامات بدل الصمت والتوافق والتفكير في طرق للحل، ومع عجز الرئيس سعد الحريري عن تشكيل حكومة بعد تسعة أشهر على تكليفه، واعتذاره في نهاية المطاف، ليضاف إلى التناحر السياسي الداخلي، مما مهد الطريق للتدخل الخارجي أمام ضعف الداخل اللبناني.

وبحسب موقع الجمهورية، فقد طالب مساعد وزير الخارجية الأميركية بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، القادة السياسيين اللبنانيين بتشكيل حكومة قادرة وراغبة في تنفيذ الإصلاحات في سبيل "رعاية شعبهم"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تعمل على جمع الجهود الدولية في تحالف من أجل فرض ضغط على القادة.

وأوضح هود، خلال مقابلة مع قناة الحرة، بأن الولايات المتحدة تعمل على توفير الحوافز، وتبحث عن مزيد من الآليات بالتنسيق مع الشركاء لدفع القادة السياسيين إلى تشكيل الحكومة، مشيراً إلى زيارة سفيرة الولايات المتحدة برفقة سفيرة فرنسا في لبنان، إلى الرياض للحديث مع السعوديين وشركاء آخرين للانضمام إلى تحالف، لا يهدف لتوفير الحوافز فقط، بل يهدف لفرض ضغط، كي يعلم القادة اللبنانيين أنه لن يكون مرحباً بهم في بلادنا أو العمل معنا، حكوميا كان أم اقتصاديا، طالما لم يهتموا بشعبهم أولا.

وأضاف هود: "قد ترون الكثير من التحركات سواء من حكومة الولايات المتحدة مع فرنسا وشركائنا الآخرين في أوروبا والخليج"، لافتاً إلى أن هذه النشاطات والتحركات "ستتغير من أسبوع لآخر، وفقا للرد الذي سنحصل عليه من بيروت".

وبين هود بأن التحالف لا يشمل السعودية فقط بل بعض الدول الخليجية وأوروبا، بوصفها دول مهمة من أجل لبنان وكذلك استقرار لبنان مهم لهذه الدول، ولأنها دول تملك وسائل مالية وعلاقات تربطهم بالممثلين السياسيين، مضيفاً "نرى أن العمل سويا، وهو حجر الأساس لإدارة بايدن، أن العمل مع حلفائنا في المبادرات المتنوعة سيجعلنا أقوى ويمنحنا تأثيرا أكبر".

وأشار هود عن احتمالية فرض عقوبات، بأن الحديث يدور عن خطوات يمكن اتخاذها أو القيام بها بكنها تتطلب الكثير من المناقشات حول السلطات القانونية وحول التوقيت وحول الأشخاص المتعلقين بالأمر، مؤكداً بأن واشنطن لا تفضل الوصول إلى هذه النقطة، بل تفضل رؤية اجتماع الطبقة السياسية وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق إصلاحات سياسية، وأضاف بأن الطبقة السياسية يمكنها فعل ذلك اليوم.

واتهم هود القيادات السياسية بتفويت الأشهر التسعة الماضية، التي منحتهم فرصة لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات، إلا أن الأمور عادت إلى المربع الأول، وأضاف " لا وقت أمامهم أفضل من اليوم، عليهم أن يتخذوا القرارات المناسبة وأن يمكّنوا الحكومة ويقوموا بالإصلاحات".

وأكد بأن الولايات المتحدة كفرنسا وباقي الدول تنتهج توفير الحوافز للقادة السياسيين للقيام بالأمر الصواب من أجل شعبهم، معتبراً أن القادة السياسيون يمكنهم أن يقرروا اليوم تقوية ممثليهم السياسيين لتنفيذ الإصلاحات التي يعلمون أنها ضرورية لمساعدة الناس بالكهرباء والمياه والغذاء وبكل الخدمات الحكومية، لكن عليهم أن يتخذوا القرار بالتوقف عن تضييع الوقت ويقوموا بذلك.

كما لفت هود إلى استمرار الولايات المتحدة بالعناية بالشعب اللبناني من خلال توفير المساعدات الإنسانية بشتى الطرق، مؤكدا أن الولايات المتحدة "تتطلع إلى المجتمعات التي اهتمت بكل كرم بشؤون اللاجئين السوريين للعديد من السنوات، ولنتأكد من أنها لن تعاني بسبب الكرم الذي أبدته لهم".

وبين بأن الولايات المتحدة لن تدعم مرشحاً معيناً لرئاسة الحكومة، فتسمية رئيس الحكومة هو قرار الشعب اللبناني، لافتاً إلى أن واشنطن لا تريد أي تدابير إضافية مثل أن يستولي الجيش على السلطة.

وأضاف هود: "نحن نساعد الجيش اللبناني منذ وقت طويل ونحن أكبر مانح ومليارات الدولارات تم تقديمها من أجهزة ومعدات على مر السنين، وأصبحوا قوة ناجحة في قتال داعش، لذا لا يعد داعش مشكلة كبيرة في لبنان كما هو الحال في دول أخرى، كما يلعب دوراً في توفير الأمن للمحتجين وكذلك الاستجابة في مكافحة فيروس كورونا، الجيش اللبناني مؤسسة قادرة على العمل على المستوى الوطني بشكل مؤثر، ولا يمكنها الفشل".

المصدر: الجمهورية