باحثون يجدون أن الطقس له تأثير أكبر على معدلات انتقال فيروس كورونا من التباعد الاجتماعي

علوم

دراسة جديدة: الطقس له تأثير أكبر على انتشار فيروس كورونا من التباعد الاجتماعي

3 شباط 2021 13:09

وجه الكثير من اللوم في اندلاع الموجة الثانية من تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد على الأشخاص الذين لا يتبعون إرشادات السلامة العامة التي وضعها خبراء الصحة والمسؤولون الحكوميون، بما في ذلك ارتداء الأقنعة الواقية والتباعد الاجتماعي.

لكن دراسة جديدة تقول أنه يجب عدم إلقاء اللوم على الناس في ذلك، بل على الطقس، حيث وجد باحثون من جامعة نيقوسيا في قبرص أن الطقس الحار والرياح لها تأثير أكبر على معدلات انتقال فيروس كورونا من التباعد الاجتماعي أثناء الجائحة الفيروسية.

انتشار فيروس كورونا

وخلصت دراستهم إلى أن اندلاع موجتين من التفشي في عام واحد هو ظاهرة طبيعية في ظل تفشي المرض على نطاق واسع، وأنه يمكن أن تساعد درجة الحرارة والرطوبة والرياح في التنبؤ بموعد ذروة موجة التفشي التالية، والتي قال الباحثون أنها "حتمية".

• العلم لا يستخدم كل العلوم التي يجب أن يستخدمها

على الرغم من أن أقنعة الوجه الواقية وقيود السفر وإرشادات التباعد الاجتماعي قد تساعد في إبطاء عدد الإصابات الجديدة على المدى القصير، إلا أن مؤلفي الدراسة يقولون أن نقص البيانات المناخية المدرجة في النماذج الوبائية قد ترك فجوة صارخة في خطط مكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا.

وبالنظر إلى باريس ومدينة نيويورك وريو دي جانيرو، اكتشف العلماء أن بإمكانهم التنبؤ بدقة بتوقيت حدوث موجات التفشي التالية في كل مدينة، حيث تشير أبحاثهم إلى أن حدوث موجتي تفشي في العام الماضي كانت ظاهرة طبيعية تعتمد على الطقس بشكل أساسي.

كما وتحتوي النماذج النموذجية للتنبؤ بسلوك تفشي الجائحة الفيروسية على عاملين أساسيين فقط، هما معدلات الانتقال والتعافي.

ويقول الباحثان طالب دبوق وديمتريس دريكاكيس أن هذه المعدلات تميل إلى أن يتم التعامل معها على أنها ثوابت، لكن هذا ليس هو الحال في واقع الأمر.

ونظراً لأن درجة الحرارة والرطوبة النسبية وسرعة الرياح تلعب جميعها دوراً مهماً، فقد سعى الباحثون إلى تعديل النماذج النموذجية لمراعاة هذه الظروف المناخية، وأطلقوا على المتغير الجديد المعتمد على الطقس مؤشر معدل العدوى المنقولة جوا (AIR).

تفشي فيروس كورونا

• سيكون لكل نصفي الكرة الأرضية موجات مختلفة من تفشي فيروس كورونا:

عند تطبيق مؤشر AIR على نماذج المدن الكبرى، اكتشف الباحثين أن سلوك تفشي الفيروس في ريو دي جانيرويختلف بشكل ملحوظ عن سلوكه في باريس ونيويورك.

ويرجع ذلك إلى التغيرات الموسمية التي تحدث في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، بما يتفق مع البيانات الحقيقية، كما ويؤكد المؤلفون على أهمية مراعاة هذه الاختلافات الموسمية عند تصميم تدابير السلامة للوقاية من الفيروسات.

ويقول البروفيسور دريكاكيس: "نقترح أن النماذج الوبائية يجب أن تتضمن تأثيرات المناخ من خلال مؤشر AIR، ولا ينبغي أن تستند عمليات الإغلاق الوطنية أو عمليات الإغلاق واسعة النطاق إلى نماذج التنبؤ قصيرة الأجل التي تستبعد التأثيرات الموسمية الطقس".

في حين يضيف البروفيسور دبوق: "في ظل انتشار الوباء، حيث لا يتوفر التطعيم المكثف والفعال، يجب أن يكون التخطيط الحكومي طويل الأجل من خلال دراسة تأثيرات الطقس وتصميم إرشادات الصحة والسلامة العامة وفقاً لذلك. كما ويمكن أن يساعد هذا في تجنب ردود الفعل من حيث عمليات الإغلاق الصارمة التي تؤثر سلبا على جميع جوانب الحياة والاقتصاد العالمي".

ومع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة، يتوقع دريكاكيس ودبوك تحسنا آخر في أعداد الإصابة، ومع ذلك، لاحظوا أنه ينبغي الاستمرار في اتباع إرشادات ارتداء القناع الواقي والتباعد الاجتماعي مع إجراء التعديلات المناسبة على أساس الطقس.

المصدر: موقع Study Finds