العلوم

دراسة جديدة تربط بين عدم انتظام الطقس والتباطؤ الاقتصادي

9 شباط 2021 11:38

كشفت دراسة جديدة من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ أن الطقس غير المنتظم وغير المتوقع يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، فقد تكون للتقلبات اليومية لدرجات الحرارة بشكل متكرر بسبب تغير المناخ آثار كبيرة على النمو الاقتصادي.

حلل الباحثون التغيرات اليومية في درجات الحرارة إلى جانب البيانات الاقتصادية من أكثر من 1500 منطقة على مدى 40 عاماً، ووجدوا أنه عندما تنحرف درجة الحرارة اليومية عن التوقعات الموسمية، يكون هناك آثار سلبية على المكونات الأساسية للاقتصاد، بما في ذلك صحة الإنسان والمبيعات وإنتاج المحاصيل والتكاليف التشغيلية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ماكسيميليان كوتز: "لقد عرفنا منذ فترة أن التغيرات في المتوسط ​​السنوي لدرجة الحرارة تؤثر على نمو الاقتصاد الكلي، ولكن الآن، ولأول مرة، نحن قادرون أيضاً على إظهار أن التغيرات اليومية في درجات الحرارة، أي التباين على المدى القصير، لها تأثير كبير، فإذا زاد هذا التباين درجة واحدة مئوية، ينخفض ​​النمو الاقتصادي في المتوسط ​​بمقدار 5 نقاط مئوية".

ووفقًا للمؤلفة المشاركة في الدراسة ليوني وينز، فإن الاقتصادات في المناطق منخفضة الدخل في الجنوب العالمي تتأثر بشكل خاص.

وقالت وينز: "وجدنا أن الإلمام بتغيرات درجات الحرارة أمر مهم، تبدو الاقتصادات في كندا أو روسيا، حيث يختلف متوسط ​​درجة الحرارة الشهرية بأكثر من 40 درجة مئوية في غضون عام، أكثر استعداداً للتعامل مع تقلبات درجات الحرارة اليومية من المناطق الواقعة على خطوط العرض المنخفضة مثل أجزاء من أمريكا اللاتينية أو جنوب شرق آسيا، حيث يمكن أن تكون الاختلافات الموسمية في درجات الحرارة صغيرة مثل 3 درجات مئوية، وهذا على الأرجح لأن المزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة لديهم القدرة على الصمود في مواجهة تقلبات درجات الحرارة ".

وعلاوة على ذلك، فإن الدخل يحمي من الخسائر، حتى لو كان على خط عرض مماثل، فالاقتصادات في المناطق الفقيرة تتأثر بشدة عندما تتقلب درجات الحرارة اليومية مقارنة بنظيراتها في المناطق الغنية.

كما نظر الباحثون في تقلب درجات الحرارة اليومية لكل عام بين 1979 و 2018، وقارنوا هذه المعلومات مع البيانات الاقتصادية الإقليمية المقابلة، وبشكل عام، قام الفريق بتحليل ما مجموعه 29000 ملاحظة فردية.

وأوضح أندرس ليفرمان، المؤلف المشارك في الدراسة، أن: "التباين السريع في درجات الحرارة شيء مختلف تماماً عن التغيرات طويلة المدى، لكن المشكلة الحقيقية الناجمة عن تغير المناخ هي الآثار غير المتوقعة، لأن التكيف معها أكثر صعوبة."

وقال ليفرمان: "بدأ المزارعون والشركات الأخرى حول العالم في التكيف مع تغير المناخ، ولكن ماذا لو أصبح الطقس ببساطة أكثر تقلباً ولا يمكن التنبؤ به؟ ما أظهرناه هو أن الطقس غير المنتظم يبطئ الاقتصاد، ولذلك يتعين على صانعي السياسات والصناعة أخذ ذلك في عين الاعتبار عند مناقشة التكلفة الحقيقية لتغير المناخ".