الفائز في الانتخابات التمهيدية الداخلية في حماس سيحتاج إلى حل عدد من القضايا العالقة

أخبار

مع انطلاق الانتخابات التمهيدية الداخلية في حماس.. الفائز سيحتاج إلى حل عدد من القضايا العالقة

10 شباط 2021 12:53

يرى محللون سياسيون، أنه من غير المهم من سيفوز في الانتخابات التمهيدية الداخلية في حركة حماس، سواء أكان اسماعيل هنية أو سلفه خالد مشعل، فالفائز سيحتاج إلى العمل على إيجاد حلول للعديد من القضايا العالقة والملحة، مثل الركود في العلاقات مع حركة فتح المنافسة، والأزمات الصحية والاقتصادية الخانقة في قطاع غزة، والمأزق الأمني المستمر مع إسرائيل.

ومن المتوقع حسب وكالة "سبوتنيك" أن يكون اليوم الأربعاء يوماً مهماً للغاية لقيادة حركة حماس في قطاع غزة، حيث ستجري الحركة انتخاباتها الداخلية المقررة التي ستحدد من سيقود الحركة في القطاع ومن سيكون مسؤولاً عن مؤسستها السياسية بأكملها.

والجدير بالذكر أن أسماء المرشحين سرية تماماً، وأن الجهة المقررة التي ستحدد جميع المناصب العليا هي "مجلس الشورى"، وهو هيئة استشارية تنتخب المكتب السياسي لحركة حماس وتعتبر أعلى سلطة في الحركة.

اسماعيل هنية وخالد مشعل

في الحقيقة، ليس من الواضح من سيفوز في هذه الانتخابات، لكن من المتوقع أن يظل يحيى السنوار، الرئيس الحالي لحماس في قطاع غزة وثاني أكثر الشخصيات نفوذا في الحركة، في منصبه، وأنه سيواصل حكم قطاع غزة وتعاملاته مع إسرائيل.

• فرص هنية في الترشح

وبحسب ما ورد، فإن مستقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس والمسؤول عن علاقات الحركة مع الدول الأخرى، ليس مؤكدا حتى الآن.

وفي هذا السياق يقول مخيمر أبو سعدة، المحلل السياسي المقيم في غزة والذي يراقب الوضع عن كثب، أن هنية لديه الحق القانوني في الترشح لولاية ثانية في المنصب الأعلى للحركة، وأن لديه فرصة جيدة إلى حد ما لكسب تلك المعركة أمام غيره.

خاصة وأن هنية يعتبر شخصية سياسية محنكة ومخلصة لحركة حماس.

وفي عام 2007، بعد اندلاع الاشتباكات الدامية في غزة بين حركتي فتح وحماس، لعب هنية دوراً محورياً في طرد السلطة الفلسطينية من قطاع غزة، مما عزز موقعه كرئيس وزراء للقطاع المحاصر.

وبعد سنوات بصفته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، قام بجولة في الشرق الأوسط بحثا عن سبل إقامة محور ضد إسرائيل.

وفي عام 2019 على سبيل المثال، أجرى هنية سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى في تركيا وقطر. وفي وقت لاحق، زار روسيا وإيران، كما وقدم تعازيه للأمة الإيرانية باستشهاد الجنرال الإيراني البارز، اللواء قاسم سليماني في يناير 2020.

• مشعل المتحدي الرئيسي

في حين أن مهارات إسماعيل هنية في العلاقات العامة مثيرة للإعجاب، إلا أنها لا تضمن فوزه، حيث يقول أبو سعدة أن منافسه الرئيسي وسلفه، خالد مشعل، لديه جيشه الخاص من المؤيدين الخارجيين الذين يرغبون في إعادة انتخابه رئيسا للمكتب السياسي للحركة، خاصة وأن الداعمين المعنيين هم تركيا وقطر، اللتين تربطهما بمشعل علاقة عميقة للغاية.

وبحسب ما ورد، خلال السنوات التي قضاها مشعل في منصبه، زودته تركيا بمسكن أدار منه الوضع في قطاع غزة، في حين خضع أعضاء الجناح العسكري لحركة حماس للتدريب على الأراضي التركية.

أما بالنسبة لقطر، فهي لم تتحول إلى ملاذ لكبار مسؤولي حماس فحسب، بمن فيهم مشعل نفسه، بل وقامت بضخ ملايين الدولارات في حسابات حركة حماس منذ أن كان يترأسها مشعل، ولا تزال تفعل ذلك اليوم.

وبدون شك، يتمتع مشعل بعلاقات واتصالات دولية أكثر من هنية. وعلى الرغم من أنه لا يتمتع بدعم إيران وحلفائها بعد قراره التراجع عن دعم حماس لسوريا، إلا أنه أكثر قبولا إقليميا، ولكن قد لا يكون لتركيا ولا لقطر رأي في هذه الانتخابات التمهيدية الداخلية.

ولكن أيا من سيصبح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سيظل بحاجة إلى معالجة عدد من القضايا الملحة، والتي تعتبر أبرزها تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد في القطاع المتهالك والتدهور الاقتصادي الخانق.

وعلى الشق الثاني، ينبغي على رئيس الحركة القادمة أن يعمل على إيجاد رؤية للعلاقات مع إسرائيل وحلفائها الإقليميين الجدد، بما في ذلك في إفريقيا والخليج، في حين سيكون الشق الثالث والأهم هو الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في شهري مايو ويوليو على التوالي.

وأضاف أبو سعدة: "لا يهم ما إذا كان هنية أو مشعل من سيفوز بهذه الانتخابات الداخلية، فكلاهما سيحتاج إلى التوصل إلى اتفاق مع حركة فتح. ولن يريدوا أن تقود حماس الانتخابات التشريعية لوحدها، وذلك لمجرد أنهم لن يريدوا مواجهة الضغط الدولي الذي يتعرضون له بالفعل، وأدركوا أن المنطقة ليست في صالحهم، لذا أصبحوا الآن أكثر عقلانية من السابق".

المصدر: وكالة سبوتنيك