العلوم

دراسة جديدة تكشف أن التلوث مسؤول عن واحدة من أصل خمس وفيات في العالم

11 شباط 2021 14:02

إن آثار حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي على صحة الإنسان أكبر بكثير مما تم إدراكه سابقاً، ووفقاً لتقرير جديد، فإن تلوث الوقود الأحفوري مسؤول عن وفاة واحدة من كل خمس حالات وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم.

يمثل البحث، الذي قادته جامعة هارفارد، التقييم الأكثر تفصيلاً للوفيات المبكرة المرتبطة بتلوث الوقود الأحفوري حتى الآن.

وقال ايلويس ماريه، المؤلف المشارك للدراسة: "من المؤكد أن دراستنا ليست منعزلة عن إيجاد تأثير كبير على الصحة بسبب التعرض لتلوث الهواء، لكننا صُدمنا بحجم التقدير الذي حصلنا عليه".

كشف التحقيق أن بعض المناطق الأكثر تضرراً تقع في جنوب شرق آسيا وأوروبا وشمال شرق الولايات المتحدة.

في عام 2017، وجدت منظمة الصحة العالمية أن 4.2 مليون حالة وفاة تحدث كل عام نتيجة التعرض لجميع مصادر تلوث الهواء الخارجي.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن "التأثيرات المشتركة لتلوث الهواء المحيط (في الهواء الطلق) والمنزل تتسبب في حدوث حوالي سبعة ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية وأمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة". 

ومع ذلك، تظهر الدراسة الجديدة أن 8.7 مليون حالة وفاة سنوية يمكن أن تُعزى إلى تلوث الوقود الأحفوري وحده، حيث أشار الباحثون إلى أن نصف هذه الوفيات تحدث في الصين والهند.

وللتمييز بين تلوث الوقود الأحفوري والمصادر الأخرى للجسيمات الضارة، استخدم الخبراء نموذجاً عالي الدقة لتوضيح أنواع الملوثات التي يتنفسها الناس في كل منطقة محددة.

وتم دمج هذه البيانات من قطاعات الصناعة والشحن والطيران والطاقة مع محاكاة ناسا لدوران الهواء لتقدير انبعاثات الوقود الأحفوري.

وقرر الباحثون أن حوالي واحدة من كل ثماني حالات وفاة مبكرة في الولايات المتحدة، وكذلك حالة وفاة واحدة من كل سبع وفيات في أوروبا، سببها تلوث الوقود الأحفوري كل عام، وفي الوقت نفسه، فإن حالة وفاة واحدة تقريباً من بين كل ثلاث حالات وفاة في جنوب شرق آسيا مرتبطة بالوقود الأحفوري.

وقالت سارة هسو، نائب الرئيس التنفيذي لطلاب الطب من أجل مستقبل مستدام في جامعة براون: "عندما نرى أن الوفيات الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري تتجاوز الوفيات الناجمة عن الملاريا بمعامل 20، يجب أن ندرك أن هذه أزمة صحية عالمية كبرى".

"وبالتالي، من الأهمية بمكان أن نبدأ في تدريب المتخصصين الصحيين الحاليين والمستقبليين حول الآثار النهائية للوقود الأحفوري، بما في ذلك تلوث الهواء وتغير المناخ، وكيف تؤثر بشكل غير متناسب على صحة أطفالنا وكبار السن والمرضى والحوامل والمجتمعات الملونة. "