ناسا: بعض الكائنات الحية على كوكب الأرض يمكن أن تعيش مؤقتا على سطح المريخ

علوم

ناسا: بعض الكائنات الحية على كوكب الأرض يمكن أن تعيش مؤقتا على سطح المريخ

22 شباط 2021 12:34

أطلق علماء من وكالة ناسا والمركز الألماني للفضاء عدة كائنات فطرية وبكتيرية إلى طبقة الستراتوسفير في عام 2019 كجزء من تجربة MARSBOx.

وتجدر الإشارة إلى أن طبقة الستراتوسفير هي الطبقة الرئيسية الثانية من الغلاف الجوي للأرض والواقعة فوق طبقة الأوزون، والتي تتميز بظروف تشبه إلى حد كبير الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وهي المكان المثالي لإرسال عينات حية إليها لمعرفة ما إذا كانت ستعيش على الكوكب الأحمر.

والآن، نشر العلماء ورقة بحثية عن نتائجهم، حيث ناقشوا كيف نجت جراثيم العفن الأسود من الرحلة في طبقة الستراتوسفير.

الكوكب الأحمر

وقال الباحثين أنه يمكن للكائنات الحية الدقيقة أن تعيش على سطح المريخ بشكل مؤقت فقط على وجه الدقة، لكنهم وجدوا أنه يمكن إحياء الجراثيم بعد عودتها إلى الأرض من جديد.

وخلال التجربة، وضع الباحثين جراثيم فطرية من Aspergillus niger وSalinisphaera shabanensis وStaphylococcus capitis subsp. capitis وButtiauxella sp، بالإضافة إلى بعض خلايا بكتيريا MASE-IM-9 داخل حاوية الألومنيوم الخاصة بتجربة MARSBOx من أجل تجربة الإشعاع وقدرتها على البقاء ودراسة النتائج البيولوجية.

كما وكانت هناك طبقتان من العينات داخل الحاوية، حيث كانت الطبقة السفلية محمية من الإشعاع حتى تتمكن وكالة ناسا من فصل تأثيرات الإشعاع عن تأثيرات الظروف البيئية الأخرى.

وحمل بالون وكالة ناسا الحاوية إلى طبقة الستراتوسفير، حيث خضعت العينات لظروف شبيهة بظروف كوكب المريخ وتعرضت للأشعة فوق البنفسجية بأكثر من ألف مرة من المستويات التي تسبب حروق الشمس على كوكب الأرض.

إذن، ما الذي يعنيه بقاء فطريات Aspergillus niger على قيد الحياة في الرحلة بالنسبة للسفر إلى الفضاء؟

وبدورها تقول الباحثة كاتارينا سيمز، عضوة فريق مركز الفضاء الألماني: "خلال المهمات المأهولة طويلة المدى إلى المريخ، نحتاج إلى معرفة كيفية بقاء الكائنات الحية الدقيقة المرتبطة بالبشر على الكوكب الأحمر على قيد الحياة، حيث قد يشكل بعضها خطراً على صحة رواد الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون بعض الميكروبات ذات قيمة كبيرة لاستكشاف الفضاء أيضاً، وذلك من خلال مساعدتنا في إنتاج المواد الغذائية والإمدادات المادية بشكل مستقل عن الأرض، والتي ستكون ضرورية عندما نكون بعيداً عن الوطن".

بالإضافة إلى ذلك، قامت وكالة ناسا خلال العام الماضي بتحديث سياساتها لتعكس التزامها الأقوى بمنع تلويث البشر للقمر والمريخ. حيث تريد الوكالة أن تتأكد من أنها لا تأخذ الكائنات الحية أو الملوثات الأخرى من الأرض إلى عوالم أخرى دون قصد، لأن ذلك قد يعرض جهود البحث عن حياة خارج كوكب الأرض للخطر.

كما ويمكن أن يؤثر إعادتها إلى الأرض من عوالم أخرى سلبا على بيئتنا أيضاً، حيث أوضح تسيمز أن التجارب مثل تجربة MARSBOx هي طريقة مهمة حقاً لمساعدتنا في استكشاف جميع الآثار المترتبة على السفر إلى الفضاء على الحياة الميكروبية، وكيف يمكننا توجيه هذه المعرفة نحو اكتشافات فضائية مذهلة مستقبلية.