علي حمود: النظريات وحدها لاتكفي في لبنان بقدر وجود الشخصيات التي تعرف كيف ستطبق هذه النظريات

تقارير وحوارات

علي حمود: النظريات وحدها لاتكفي في لبنان بقدر وجود الشخصيات التي تعرف كيف ستطبق هذه النظريات

28 شباط 2021 10:43

لا يغيب ملف التأليف الحكومي في لبنان عن أي حديث يدار سواء في الأروقة والاجتماعات السياسية ولا حتى في أحاديث كل بيت لبناني يعيش حالة الانهيار الاقتصادي والغلاء وبازار الأزمات المرتبط بهذا الملف. 

وتحت سؤال أين سيصبح لبنان؟ وكثير من الأسئلة المطروحة اعتبر الباحث في العلاقات الدولية والاقتصادية الدكتور علي حمود أن الفشل في تشكيل الحكومة في لبنان بعد محاولات الثنائي الشيعي التي باءت بالفشل نرى هناك تعنت بين الرئيس المكلف بالتشكيل سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.. ففي خطاب سعد الحريري الأخير بين أنه مصر على 18 وزير فيما جبران باسيل يبدو متمسكا بعدم التشكيل الحكومي في لبنان وبالنهاية هو ملف بيد رئيس الجمهورية ميشال عون وهو من يحدد التشكيل الحكومي وبحد ذاته هذا تهرب من المسؤولية وهذا الهروب له شقين خارجي متعلق بالتعاون أو سياسة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وعن استدارة السعودية وعلاقتها مع إيران واذا صلحت هذه الأمور سيكون عيار تشكيل الحكومة في لبنان أقل من ساعتين.. 

وشق داخلي مرتبط بجبران باسيل الذي يعتبر أن هذه الحكومة اذا تشكلت من 18 وزير ستستمر لبعد العهد وهنا سيكون هو الخاسر من هذا التشكيل خاصة أن رئيس الجمهورية لديه مدة وينتهي عهده حتى اذا جدد سيكون تمديده من مجلس النواب وستكون بنصف ولاية فقط. 

وعن الوضع الاقتصادي في لبنان وعلاقة موضوع التشكيل الحكومي به اعتبر علي حمود أن السياسيين يعيشون في كوكب مختلف عن الكوكب الذي يعيش فيه كل لبناني، فهناك انهيار اقتصادي اجتماعي وهم يغضون الطرف عن هذا الانهيار. 

وعن لقاء بكركي تمنى علي حمود أن يكون هذا اللقاء جامع لكل فئات لبنان...

كما تمنى على حمود ألا يفهم أحد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله بشكل خاطئ عندما قال غير مسموح.. فهو لم يقصد فخامة البطريرك لكن هو لن يسمح بالبند السابع وهذا ضرب من ضروب الخيال أن يطبق البند السابع على لبنان.. 

وفي الحديث عن البند السابع أكد علي حمود أننا نسمع مؤخرا عن بند الفصل السابع من كثير من السياسيين المطالبين بالتدويل أو من يتكلمون عنه.. فهل هو واقعي وهل حسب التوازنات السياسية وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن هل هذا واقعي أم نحن ذاهبون لمستويات بالمنطقة هي بالمختصر ستكون "رابح رابح". 

وضمن الحديث عن التدويل لاتبدو تجارب لبنان مع الخارج مشجعة إلا إذا أسقطت من ذاكرة اللبنانيين القوة متعددة الجنسيات التي كانت تمهد للاجتياح الصهيوني عام 1982 إضافة إلى أن التدويل لم يجلب للبلدان إلا الخراب. 

ويضيف الباحث الإقتصادي علي حمود: اذا عدنا لما طبق لعام 1950 بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وتطبيق الفصل السابع أو ماحصل عام 1991 بالعراق ولنكمل حاليا للفصل السابع في العام 2017 وماحصل في هذه الدول من كوارث تكفي أن تجيب عن كل التساؤلات. 

واستذكر الباحث علي حمود من طالب بتطبيق الفصل السابع في سوريا وما وصل إليه من نتائج خاصة مع وجود قوة ممانعة، أو محور من لبنان لسوريا ولبنان واليمن هذا لايمكن وكأن الشخص يغرد خارج السرب وهو ضرب من ضروب الخيال حيث أن الواقع القانوني هو غير الواقع السياسي. 

وضمن الحديث عن فكرة التدويل تحت الفصل السابع وما تخضع له من توازنات القوى الدولية وللحسابات السياسية التي تميل كفتها لصالح محور المقاومة. 

يشير الباحث الاقتصادي علي حمود أن الموضوع يحتاج طلب من الأمم المتحدة وهذا المنطق اذ أن الدولة وصلت لنسميها دولة فاشلة ونحن نعلم أن مجلس الأمن يخدم الدول سواء برضاها أو بغير رضاها لكن ضمن شروط أي أن هناك 5أعضاء لها حق الفيتو أو النقد و10أعضاء يتم انتخابهم كل سنتين ويجب أن يكون هناك قبول 9 أعضاء من أصل 15 دون أن تكون دولة من الدول التي تتمتع بحق الفيتو. 

وقال علي حمود التعويل ليس بالحديث عن البند السابع بقدر ما هو التعويل على الاستراتيجية الأمريكية الجديدةروكيف ستكون بالنسبة للشرق الأوسط وهل ستشبه إدارة ترامب السابقة.. 

وأضاف هي ترسم نقاط الخلاف والاتفاق وكل يوم نرى تصريح جديد لبايدن كان آخرها أن التعامل سيكون مع الملك السعودي وليس مع ولي العهد وسياسة أمريكا هي سياسة فن المصالح وهي تستخدم أسلوب الابتزاز. 

وعن الثقل الذي يزنه تشكيل الحكومة اللبنانية في الاستراتيجية الأمريكية بين الدكتور علي حمود أن هذا التأثير يظهر من خلال العلاقات والمصالح الدولية ومدى تأثيره على الداخل خاصة بالعلاقات الإيرانية الأمريكية والتي يرى فيها جبران باسيل رمنفذ لرفع العقوبات عنه. 

وأشار إلى أن ربط التشكيل الحكومي بإيقاف النزف الاقتصادي في لبنان غير منطقي لانه لايكفي فقط التشكيل بقدر ما يهم نوع الشخصيات وطريقة تفكيرها لانتشال لبنان من مستنقع الأزمات، خاصة وأن الحكومة الجديدة سيكون أمامها الكثير من المواجهات والصعوبات. 

بالنسبة لموضوع الدبن من البنك الدولي والمصارف في لبنان بين علي حمود أنه لافائدة من كل هذه الديون اذا لم يكن هناك خطة اصلاح كاملة وقانون يضبط هذه الديون ويعمل بالطرف الآخر على ضبط حالة التهريب. 

وأكد أن البنك المركزي اللبناني لايستطيع أن يعمل وحده بدون رؤوية واضحة من الحكومة للنهوض بالبلد وخطة استراتيجية طويلة الأمد وأن تكون خطة مدروسة.. الانهيار الاقتصادي موضوع عالمي استسلمت أمامه الدول الكبرى ولبنان من الدول النامية وفي ظل هذه العقوبات المفروضة سيكون النهوض والانعاش صعب ويحتاج لتكاتف مؤسساتي وحكومي وخطط مدروسة. 

وقال علي حمود: النظريات وحدها لاتكفي بقدر وجود الشخصيات التي تعرف كيف ستطبق هذه النظريات. 

وختم حديثه قائلا: أتوقع شيء إيجابي لكل اللبنانيين من لقاء بكركي. 

النهضة نيوز _ خاص