رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

أخبار

نائب رئيس الموساد السابق ينتقد سوء إدارة نتنياهو بشأن إيران وجائحة فيروس كورنا

4 آذار 2021 12:07

صرح النائب السابق لرئيس الموساد في مقتطفات من مقابلة تم نشرها صباح اليوم الخميس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أدار كل من بداية جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد والصراع ضد التهديد الإيراني بشكل سيء للغاية.


وقال المسؤول المتقاعد حديثاً لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية في مقابلة من المقرر أن تنشر بالكامل يوم غد الجمعة: "إن المحصلة النهائية كانت سوء الإدارة، ما رأيته كان إدارة سيئة للغاية".

وقارن المسؤول جائحة فيروس كورونا بالتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، حيث قال: "إن كمية اليورانيوم التي تراكمت في إيران وانتشارها الإقليمي سيئة للغاية، لكن ما جدوى العمليات التي قمنا بها على طول الطريق؟ نفس الشيء مع جائحة فيروس كورونا، إن عدد القتلى بسبب تفشي فيروس كورونا سيصل قريباً إلى 6000 ضحية، لكن ألق نظرة على حملة التلقيح تلك. رائع، أليس كذلك؟" .

وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تعريف المسؤول الكبير إلا بالحرف العبري الأول من إسمه "ألف"، وأنه قد اختار التنحي عن منصبه الشهر الماضي عندما تم ترشيحه لمنصب أعلى في وكالة التجسس، وهو قرار نتنياهو الذي فاجأ الكثيرين في مؤسسة الدفاع بسبب قرار النائب السابق لرئيس الموساد ذو الخبرة الواسعة.

وتضمنت تلك التجربة والخبرة الكبيرة التي يمتلكها النائب السابق لرئيس الموساد زعمه قيادة فريق عملاء الموساد المسؤول عن عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني في عام 2018، والتي وصفتها "ألف" بأنها "عملية القرن".

وبحسب زعم النائب السابق لرئيس الموساد، فقد اقتحم النشطاء المبنى الواقع خارج طهران حيث كان يوجد الأرشيف، وأزالوا الملفات والأقراص، وعادوا بها إلى إسرائيل في نفس الليلة.

وأظهر محتوى الملفات أن إيران عملت على تطوير أسلحة نووية، حسب زعم النائب السابق لرئيس الموساد، الذي أشار أن العملية المزعومة ساهمت في قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من الاتفاق النووي بشكل أحادي الجانب.

ووصفت إيران مرراً اتهام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولتها تطوير أسلحة نووية سراً بأنها "لا أساس لها"، مؤكدة أن ليس لديها أي خطة على الإطلاق لإنتاج أسلحة نووية" وإن مثل تلك الخطة "ليست جزءا من استراتيجيتنا الأمنية".

الى ذلك لفت "ألف" أن ساحة المعركة تغيرت الآن، وأن هناك حاجة إلى "حرب استنزاف" مع طهران لإنهاء برنامجها النووي الذي يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل.

ومع ذلك، حذر من أن استقلال وكالة الموساد في خطر، مضيفاً أنه ضد الموجة الأخيرة من المنشورات وعمليات الكشف عن العمليات السرية للغاية التي قام بها جهاز التجسس الإسرائيلي.

كما وقال "ألف" عن وكالة الموساد التي يرأسها حالياً المقرب من رئيس الوزراء يوسي كوهين: "لدي انتقاد بأن النظام لم يحافظ بشكل كاف على رأيه المستقل في السنوات الأخيرة".

وأضاف النائب السابق لرئيس الموساد أنه كان هناك برنامجاً علنياً وسرياً للضغط على الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي، قائلاً أن الموساد قام بسلسلة من الإجراءات لتحقيق ذلك بينما كان ينفذ توجيه القيادة السياسية الإسرائيلية.

وقال "ألف": "كيف تفككون الاتفاق النووي؟، من الواضح، أنه إذا ما تمكننا من إخراج الأمريكيين من الاتفاقية، فسوف تنهار حتى يتم الانتهاء منها في نهاية المطاف، لقد أعددنا خططنا وفقاً لذلك، وقد بدأنا التحركات وكانت عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني جزء منها" حسب تعبيره.

لكن النائب السابق لرئيس الموساد انتقد النتيجة التي آلت إليها الأمور أيضاً، حيث قال: "إن الوضع الحالي لا يعتبر تحسنا على الإطلاق، فنحن في وضع يتم فيه تخصيب اليورانيوم في فوردو، وهناك عمل في كاشان وهناك عمل في نطنز، وقد جمع الإيرانيين 2.5 طن من اليورانيوم المخصب، بالإضافة إلى تشغيلهم أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الآن. لدينا إدارة ديمقراطية في الولايات المتحدة ووضعنا قد أصبح اليوم أسوأ مما كان عليه وقت الاتفاق النووي، فالإيرانيين لم يوقفوا توسعهم الإقليمي لثانية واحدا، بجانب استمرارهم في إنتاج الصواريخ" حسب تعبيره.  

كما وأضاف النائب السابق لرئيس الموساد أن القضية الرئيسية مع إيران هي التهديد الوجودي الذي تشكله الأسلحة النووية، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تتعامل معها على هذا النحو، مطالباً بأن تشمل جميع المفاوضات مع طهران قضايا صواريخ أرض - جو والتوسع الإقليمي والإرهاب، وأنه قد تم دفع البرنامج النووي إلى أسفل قائمة الأولويات في الوقت الراهن.

المصدر: صحيفة تايمز أوف إسرائيل