بدأت ليزا سكوت، البالغة من العمر 7 سنوات، ببيع عصير الليمون "الليموناضة" في مخبز والدتها خلال الصيف الماضي، حتى تتمكن من شراء بعض الرتوش مثل الألعاب والأحذية ذات الكعب العالي البراقة.
ليزا سكوت تبيع عصير الليمون
ولا تزال الفتاة الصغيرة المفعمة بالحيوية تعمل بعد أشهر، ومع ذلك فإن الأموال التي تجنيها أصبحت تدخرها لهدف آخر تماماً، وهو إجراء عملية جراحية في دماغها.
وقالت والدتها، إليزابيث سكوت، أن الأطباء حددوا الشهر الماضي أن سلسلة من النوبات والتشنجات التي بدأت ليزا تعاني منها ناتجة عن تشوهات دماغية تحتاج إلى إصلاح من خلال عملية جراحية معقدة.
وأن ابنتها، التي كانت حريصة دائما على المساعدة وتركز على ريادة الأعمال بعد قضاء طفولتها حول مشروع والتها الصغير، قد تطوعت من تلقاء نفسها للمساعدة في جمع الأموال لعمليتها الجراحية تلك.
وبالقرب من كابينة الكاشير لمخبز سافاج في ضواحي برمنغهام بولاية ألاباما الأمريكية، يوجد كشك ليزا المصنوع من الصناديق الخشبية ذات اللون الوردي الفاتح والأصفر، الذي تقدم فيه عصير الليمون بربع دولار، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الحلوى، لكن الناس يضعون ما هو أكثر في جرة وضعتها لتمويل عمليتها مع انتشار الحديث عن حالتها الطبية وموقفها.
ليزا سكوت تبيع عصير الليمون
وقالت ليزا بالأمس بينما كانت تحصي التبرعات التي جمعتها من الصباح: " لدي أوراق مالية بقيمة 20 دولار و50 دولار و10 دولارات و5 دولارات و100 دولار".
كما وقالت والدتها، التي لديها طفل في سن ما قبل المدرسة، أن ليزا كانت لا تزال في المستشفى بعد إصابتها بنوبتي تشنج كبيرتين عندما خطرت لها فكرة المساعدة في تمويل عمليتها.
وقالت إليزابيث سكوت: "لقد أخبرتها أنه ليس عليها أن تفعل ذلك، فلم أكن أتوقع منها أن تفعل أي شيء للمساعدة في دفع الفواتير، أنا أم عزباء، وأعتني بأطفالي بمفردي. مع ذلك، أرادت ليزا المساعدة، وفعلت ذلك حقاً. حيث جمع كشكها الصغير أكثر من 12000 دولار أمريكي في غضون أيام قليلة، كل ذلك تقريبا من خلال التبرعات".
في حين أن قصة ليزا أثارت إعجاب الكثير من القلوب، فإن البعض غاضب من فكرة أن الطفل الذي يخضع لعملية جراحية في الدماغ سيشعر بالحاجة إلى جمع الأموال للحصول على الرعاية الطبية الخاصة.
وقال النقاد أن القصة هي علامة أخرى على أن نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية معطل بشكل لا يمكن إصلاحه ودفع العديد من العائلات إلى الإفلاس.
وعلى الرغم من امتلاكها تأمينا جيدا من خلال المخبز الشهير الذي تديره مع والدها، استطاعت إليزابيث سكوت أن ترى بسرعة أنها لا تزال مسؤولة عن بعض النفقات الباهظة جداً، لذلك، قامت أيضا بإطلاق حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت.
وقالت: "قضاء يوم واحد فقط في المستشفى وركوب سيارة الإسعاف يبلغ أكثر من راتبي الشهري، وهذا بدون الجراحة ونفقات السفر، لا يمكنني تمويل ذلك بنفسي، ولدينا عمل لنديره في نفس الوقت".
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأصدقاء وأفراد العائلة وغيرهم ممن تأثروا بقصة ليزا قد تبرعوا بالفعل بأكثر من 300 ألف دولار أمريكي.
وقالت والدتها أن ليزا طفلة صغيرة تحب دمى باربي وارتداء الملابس وعصير الليمون، وأنها لم تظهر أي علامات على وجود مشاكل صحية كبيرة حتى 30 يناير.
وأضافت: " لقد أصيبت بنوبة تشنج شديدة في الخامسة صباحاً، والتي استمرت لحوالي 45 دقيقة، ثم حدثت أخرى بعد ساعات. ومرت بضعة أيام قبل أن كشفت الاختبارات عن إصابة ليزا بثلاثة تشوهات تسببت في حدوث النوبات، والتي تشكل خطر حدوث تمزق قد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية أو مشاكل أخرى في الدماغ".
والآن، تم قبول ليزا بسرعة كمريضة في مستشفى بوسطن للأطفال، حيث قال الدكتور إد سميث، جراح الأعصاب، والدكتور دارين أورباخ، أخصائي الأشعة التداخلية، أنهما سيكونان جزءاً من فريق من المقرر أن يقوم بعمليتها الجراحية يوم الاثنين المقبل، وقالت والدة ليزا أن العائلة ستسافر إلى بوسطن غداً، وتحتاج ليزا إلى زيارات متابعة حتى تبلغ الثلاثينيات من العمر.
بالنسبة لليزا، فقد قالت أنها تستمتع بالمساعدة في موقفها، حيث تصنع عصير الليمون وتضع التبرعات في جرة كبيرة، مضيفة: "هذا أفضل من التسول".
وفي لحظة هادئة، قالت ليزا أنها تحاول ألا تفكر كثيرا فيما وصفته بـ "الشيء الخاص بعقلي"، مضيفة: "لست قلقة، لكنني خائفة".
المصدر: صحيفة الهيرالد النيوزلندية