أجرى رئيس الوزراء الليبي المؤقت المؤيد لتركيا، عبد الحميد دبيبة زيارة سرية إلى أنقرة خلال الشهر الماضي وذلك بعد انتخابه من قبل ممثلين ليبيين في محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف.
وذكرت وكالة ميدل إيست آي نقلا عن شخص مطلع على الأمر أنه خلال الزيارة التي أجريت في منتصف شهر فبراير الماضي، التقى دبيبة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين كبار آخرين.
وقال محمد الجرح، الباحث والمحلل السياسي الليبي، أنه من المتوقع أن يحافظ دبيبة على العلاقات مع أنقرة، بل ويسعى إلى تعميقها أيضاً.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا قد دعمت عملية حلف الناتو التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011، ومنذ ذلك الحين، تخوض الدولة الواقعة في شمال إفريقيا حرباً أهلية، في حين أن تركيا هي الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، الذي تدعمه روسيا والإمارات العربية المتحدة و مصر.
كما ونشرت تركيا قوات عسكرية في ليبيا بداية شهر يناير من العام الماضي بعد أن طلبت حكومة الوفاق الوطني المساعدة بموجب اتفاق دفاعي موقع مع أنقرة.
بالإضافة إلى ذلك، جرت بعض الزيارات منذ انتخاب دبيبة ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي الشهر الماضي، وذلك بحسب ما قاله المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين لصحيفة الصباح التركية يوم الاثنين، دون تقديم أي تفاصيل بهذا الشأن، مشيراً إلى أنهم سيستمرون في زياراتهم إلى تركيا.
وتجدر الإشارة إلى أن دبيبة هو في الأساس رجل أعمال ليبي من مصراتة، وهو الذي سيقود الحكومة الليبية المؤقتة حتى الانتخابات المتوقع إجراؤها في شهر ديسمبر نهاية العام الجاري، ويعتبر حليفاً وثيقاً لتركيا.
ووفقاً لوكالة ميدل إيست آي، فإن دبيبة هو ملياردير منح عقوداً واتفاقيات تجارية كبيرة لشركات تركية من خلال وكالات مملوكة للدولة قبل الإطاحة بالزعيم الليبي السابق القذافي.
كما وقال الجرح: "يريد أردوغان الاستفادة من فوز دبيبة لترجمة استثمارات أنقرة الدبلوماسية والعسكرية منذ عام 2019 في ليبيا إلى فرص تجارية و نفوذ سياسي في المنطقة. ومن المثير للاهتمام حقاً هو محاولة الحفاظ على سرية الزيارة، والسبب في ذلك هو أن دبيبة ومساعديه كانوا قلقين من الإشارة والتصور الذي سترسله الزيارة وتؤكده في الرأي العام الليبي".
وقال مراد يشيلتاش، مدير الدراسات الأمنية في مركز الأبحاث SETA الذي يقع مقره في أنقرة، أن تركيا حريصة على الحفاظ على اتفاق بحري مع ليبيا، والذي يعتبر زاوية متعددة الأطراف لمطالب أنقرة في شرق البحر المتوسط .
المصدر: صحيفة أحوال التركية