اعتبر تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن ما كان يُحذر منه في السابق حصل .. حيث انفجر الوضع الشعبي وبات يهدد السلم الاهلي مشيراً إلى بأن " ما يخطط للبنان يتجاوز ما كنا نتوقعه إلى حد اللعب بالتوازنات الطائفية والمذهبية التي عليها يتوقف استقرار الوطن من عدمه".
وفي بيان له اليوم قال تجمع علماء المسلمين "مع كل المصائب التي يعيشها المواطن اللبناني من انهيار العملة الوطنية والتحذير من وصولها إلى مستويات مرعبة، ومن فقدان السلع الضرورية حتى بتنا نشاهد على شاشات التلفزة التقاتل بين أفراد الشعب للحصول عليها، إلى التحذير من إيقاف الدعم عن هذه السلع وفقدان الدواء وإقفال أبواب المستشفيات أمام الناس لعدم إمكان توفير كلفة الاستشفاء، مع كل هذه الأمور وغيرها ما زلنا نرى أن هناك تقاتلا على وزير بالزائد أو بالناقص، وكأن أحدا لا يدرك ما وصلنا إليه من مستويات مخيفة مقلقة دخل معها الشعب في آتون نار حقيقية ستحرق الأخضر واليابس".
ودعا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى ان "يحدد لنفسه وقتا نهائيا لإعلان تشكيلته أو فشله في التأليف" معتبرين انه لا يجوز إبقاء الوضع على ما هو عليه والذي يتجه نحو الكارثة الحقيقية"، متمنين من الرئيس عون تسهيل هذه المهمة"، مطالبين الرئيسان بتقديم تنازلات متبادلة لمصلحة الوطن والخروج بحكومة تمتلك الصدقية والفاعلية لإخراج البلاد من الوضع الصعب الذي يمر به.
وأشار التجمع " إلى أن الاجتماع الأمني الاقتصادي الذي عقد اليوم في قصر بعبدا برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، خطوة في الاتجاه الصحيح، يجب أن تستتبع بإجراءات ميدانية تضع اليد على المتلاعبين بالنقد المحلي وبالأسعار والمحتكرين والقبض عليهم وتقديمهم الى القضاء علنا لينالوا جزاءهم العادل".
ورفض التجمع استغلال الأوضاع الاقتصادية المأساوية الصعبة من أجل تصفية حسابات سياسية ، ما اعتبره البيان جزء من المخطط الذي يريد أعداء الوطن وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني إدخال لبنان فيه، "ولذلك كان الحصار الاقتصادي مقدمة لفتنة بين أبناء الوطن تمنع المقاومة عن ممارسة دورها في الدفاع عن لبنان وحمايته من الأطماع الصهيونية".
بيان تجمع العلماء المسلمين "أكد على أن التعبير عن الرأي هو حق طبيعي للمواطن اللبناني أمام الأوضاع الصعبة التي يمر بها الوطن وللضغط على المسؤولين للقيام بدورهم في تأمين لقمة عيش المواطن ودوائه وكل ما يحتاجه "إلا أن ذلك لا يجيز الفوضى وتحطيم الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات أمام المواطنين، بل لا بد من تعبير سلمي حضاري عن الرأي، ويحذر التجمع من المندسين بين صفوف المحتجين الذين يعملون على استغلال وجع الناس لتحقيق أجندات أجنبية ليست في صالح الوطن والمواطن".
ونوه بزيارة وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه لسوريا و"التي بحثت في موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، والتي أبدت خلالها الحكومة السورية استعدادها الكامل لتوفير كل مستلزمات العودة الآمنة لهم، والتي تعمل دول غربية على منعها وتأخيرها مقدمة لتسييسها".