يتفق عدد متزايد من الباحثين على أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا التاجي المستجد يحتاجون إلى جرعة واحدة فقط من جرعتي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي تقدمها شركتي فايزر وموديرنا للحصول على الحماية الكافية، مضيفين أن إعطاء هؤلاء الأشخاص جرعة ثانية سيكون مضيعة للقاح.
وقال الدكتور جيمس هيلدريث، عالم المناعة البارز ورئيس كلية مهاري الطبية: "بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالعدوى وتعافوا، والذين يصل عددهم الآن إلى عشرات الملايين حول الكوكب، سيحتاجون إلى جرعة واحدة فقط، مما سيجعل اللقاح يتوفر لأكبر عدد ممكن من الناس".
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور هيلدريث كان عضوا في لجنة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي أعطت تصريحا بالاستخدام الطارئ للقاحات الحالية، بما في ذلك لقاح شركة جونسون آند جونسون المكون من جرعة واحدة. وقد أوضح أنه إذا ما قام مسؤولو الرعاية الصحية بتعديل توصيات اللقاح بحيث تتطلب تقديم جرعة واحدة فقط لـ 29 مليون أمريكي ممن أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا وتعافوا منه، فسيوفر ذلك 15 مليون جرعة لقاح للآخرين.
وفي دراسة نشرت في مجلة نيو إنجلد الطبية المرموقة، قال الباحثون أن الأشخاص الذين شملتهم الدراسة وكان لديهم بالفعل أجسام مضادة لفيروس كورونا قبل الحصول على حقنة اللقاح الأولى طوروا عيارا موحدا عالي الأجسام المضادة في غضون أيام من التطعيم بسرعة.
كما وخلص الباحثين إلى أن نتائج دراساتهم تتطلب مزيدا من التحقيق لمعرفة ما إذا كان ينبغي مراعاة استراتيجية اعطاء جرعة لقاح واحدة لأولئك المصابين سابقا بفيروس كورونا.
ووجدت دراسة أخرى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين أصيبوا بفيروس كورونا أظهروا استجابة واضحة للأجسام المضادة الثانوية للتلقيح، وقد اقترح الباحثين أن استراتيجية الجرعة الواحدة ستكون كافية، مشيرين إلى أنه يمكن وضع الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في مرتبة أدنى بأمان في قائمة التطعيم لأن لديهم بالفعل مستويات واقية من الأجسام المضادة.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة بريطانية أيضاً أنه بعد تلقي جرعة واحدة من اللقاح، كانت مستويات الأجسام المضادة للأشخاص المصابين سابقا بفيروس كورونا أعلى بـ 140 مرة مما كانت عليه قبل تلقي اللقاح. ومع ذلك، لا تزال معظم الدول تنادي بضرورة تلقي الأشخاص كلا الجرعتين من اللقاح.
