بايدن يرسل السفن الحربية إلى بحر الصين الجنوبي مثلما فعل ترامب

أخبار

بايدن يرسل السفن الحربية إلى بحر الصين الجنوبي مثلما فعل ترامب

22 آذار 2021 13:41

يعتقد المحللون أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواكب سلفه دونالد ترامب في تكرار إرسال السفن الحربية الأمريكية إلى آسيا، وهي طريقة للحصول على موطئ قدم في البحار المتنازع عليها وتكرار التحذيرات الموجهة إلى بكين، التي تعتبر أقوى قوة بحرية في المنطقة.

ووصلت المدمرة الأمريكية المزودة بصواريخ موجهة USS John S. McCain بتاريخ 5 فبراير إلى المنطقة الواقعة قرب جزر باراسيل، وهي أرخبيل يقع في بحر الصين الجنوبي تسيطر عليه الصين وتطالب به تايوان وفيتنام.

كما وتتنافس بروناي وماليزيا والفلبين مع الصين على السيادة على أجزاء أخرى من البحر الذي تبلغ مساحته 3.5 مليون كيلومتر مربع ويمتد من هونغ كونغ إلى بورنيو.

بعد ذلك بأقل من ثلاثة أسابيع، مرت مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية عبر مضيق تايوان، الذي تنازع الصين وتايوان على أجزاء منه، وهو ما وصفته البحرية الأمريكية بأنه "التزام بحرية وانفتاح الملاحة في المحيطين الهندي والهادئ"، وكررت سفينة حربية أخرى القيام بنفس الرحلة بتاريخ 11 مارس.

وقالت صحيفة تشاينا ديلي الإخبارية الحكومية التي يقع مقرها في العاصمة بكين في تقرير نشرته بتاريخ 18 مارس: "لقد ورثت إدارة بايدن معظم التراث السياسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، ولم تظهر أي ميول كبيرة لتغييره حتى الآن".

كما وقال متحدث باسم القيادة الأمريكية للمحيطين الهندي والهادئ، أن إدارة ترامب أرسلت سفنا بحرية إلى بحر الصين الجنوبي 10 مرات في عام 2019، وعشر مرات أخرى العام الماضي.

وسمحت إدارته بالقيام بخمس رحلات من هذا النوع في كل من عامي 2017 و2018، وأن المسؤولين الأمريكيين يطلق على تلك الرحلات اسم "حرية عمليات الملاحة" أو FONOPs باختصار.

وقال ألكسندر فوفينج، الأستاذ في مركز دانيال ك.إنوي بآسيا والمحيط الهادئ للدراسات الأمنية في هاواي، أن الإدارات الأمريكية قبل ترامب كانت تسعى للحصول على موافقة من البيت الأبيض والوكالات الأخرى قبل إرسال السفن، مما أدى إلى "تسييس" كل خطوة بشكل فعال، الأمر الذي دفع الصين إلى الاحتجاج على كل واحدة ومتابعة مناوراتها العسكرية في البحر.

كما وأضاف فوفينغ: "أعتقد أن التكرار العالي لعمليات FONOPs من قبل إدارة بايدن يعكس نتائج عملية التعلم التي مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات العديدة الماضية، فقد أصبحت تميل إلى الابتعاد عن تسييس هذه العمليات البحرية، وتطبيعها بدلا من ذلك".

بالإضافة إلى ذلك، أشار فوفينغ إلى أن واشنطن تريد زيادة وجودها في بحر الصين الجنوبي على نطاق أوسع، وأن العمليات البحرية المنتظمة تعزز هذا الهدف.

من جانب الصين، تقول بكين أن ما نسبته 90٪ من بحر الصين الجنوبي يقع تحت سيادتها، وتستشهد بسجلات الاستخدام التاريخية لدعم هذا الادعاء.

وفي الحقيقة، لا تدعي الولايات المتحدة الأمريكية المنافس السابق للصين في الحرب الباردة والقوة العظمى الحديثة، أي مطالبة ببحر الصين الجنوبي، لكنها قد تدخلت في الوقت الذي تتولى فيه بكين زمام القيادة العسكرية في النزاع البحري، مما يهدد شبكة من المؤيدين للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة مثل تايوان و الفلبين .

وقبل عام 2017، أزعجت الصين الدول الأخرى بشكل خاص من خلال الاستيلاء على بعض الجزر لبناء بنية تحتية عسكرية.

كما وقال إدواردو أرارال، الأستاذ المشارك في كلية السياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية: "ستصبح عمليات FONOPs آلية مؤسسية أكثر من كونها مسيسة، لذا يمكن للولايات المتحدة أن تقول بأن عمليات FONOPs هي مجرد اجراءات وعمليات عادية في هذا الجزء من العالم".

وتجدر الإشارة إلى أن السفن الأمريكية المرسلة إلى بحر الصين الجنوبي من أجل تنفيذ عمليات FONOPs لا ترسو في الموانئ ولا تتحدى النشاط البحري الصيني بشكل مباشر.

وقال هوانغ تشونغ تينغ، زميل باحث مساعد في معهد الدفاع الوطني وأبحاث الأمن في تايبيه، أن بكين تتخذ الآن موقف "انتظر وشاهد" تجاه سياسة الولايات المتحدة بشأن بحر الصين الجنوبي، مشيراً إلى أنها تريد معرفة ما إذا كانت واشنطن وحلفاؤها سيختلفون بشأن كيفية معالجة الخلاف البحري في بحر الصين الجنوبي أم لا.

وأضاف تينغ: "إن الصين في ظل هذا الوضع ستنتظر وتراقب بالطبع، ثم ستحاول إيجاد تناقضات محتملة فيما يتعلق بسياسة الصين بين الولايات المتحدة وشركائها أو حلفائها، مما يسمح للصين بالعثور على اختراق لاستغلاله لصالحها".

الجدير بالذكر أن كلا من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى، قد أرسلت سفنا حربية إلى بحر الصين الجنوبي هذا العام بالفعل، وبعضها قد خطط للقيام بذلك ولم يفعل بعد، حيث يقول المحللون السياسيون إلى أن تلك الدول تسعى إلى مقاومة التوسع البحري العسكري الصيني.

بالإضافة إلى ذلك، يقول المسؤولون الصينيون أن عمليات FONOPs الأمريكية تعطل السلام في البحر وتنتهك القانون الدولي، فقبل اجتماع المسؤولين الأمريكيين والصينيين الأسبوع الماضي في أنكوراج بألاسكا، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن بلاده ليس لديها مجال للتسوية بشأن القضايا المتعلقة بسيادتها وأمنها ومصالحها الأساسية.

المصدر: راديو صوت أمريكا