أعلنت البحرية الفلبينية عن خطط لتفعيل قواعد بحرية جديدة في خليج سوبيك ومنطقة مينداناو، في إطار جهود تعزيز القدرات اللوجستية والدفاعية تماشيا مع برنامج التحديث العسكري للبلاد، وجاء الإعلان خلال احتفال الذكرى الـ127 لتأسيس البحرية الفلبينية، بحضور الرئيس فرديناند ماركوس جونيور الذي أكد أن هذه الخطوة تهدف إلى "تمكين القوات البحرية بالمهارات والبنية التحتية اللازمة لحماية المصالح الوطنية".
نقلة استراتيجية في خليج سوبيك
كشفت تحقيقات برلمانية سابقة عن عدم كفاءة القاعدة البحرية الحالية في سوبيك لاستيعاب السفن الحديثة التي تشتريها الفلبين ضمن برنامج التحديث العسكري، وأوضح مسؤولون أن منشآت القاعدة، بما في ذلك أرصفة السفن ورافعات الموانئ، غير قادرة على تلبية المتطلبات الحالية ما دفع الحكومة للبحث عن مواقع بديلة.
ومن المقرر إنشاء محطة ناباسان البحرية عند مدخل خليج سوبيك، بالقرب من جزيرة جراندي المخصصة للأغراض العسكرية، ويبلغ طول الرصيف المخطط 180 مترا بعمق 14 مترا، مما يجعله مناسبا للسفن الكبيرة، ورغم أن المساحة أصغر مقارنة بالقاعدة الحالية، إلا أن الموقع الجديد يتيح فرصا للتوسع المستقبلي وبناء مرافق متطورة.
يذكر أن خليج سوبيك يحظى بأهمية استراتيجية بسبب موقعه المطل على بحر الصين الجنوبي، حيث كان مقرا لقواعد بحرية إسبانية وأمريكية ويابانية سابقا، وتستضيف الفلبين حاليا سفن حلفائها مثل الولايات المتحدة وفرنسا للإصلاح والتزود بالوقود.
تعزيز الوجود في مينداناو وجزر تشيكويتا
أعلن الرئيس ماركوس أيضا عن إنشاء قاعدة دعم بحري في ميساميس أورينتال بمينداناو، والتي ستخفف الضغط عن المنشآت العسكرية في كافيت، حيث تتركز حاليا منشآت إصلاح السفن والقواعد الجوية البحرية.
وستوفر القاعدة الجديدة دعما لوجستيا للعمليات في بحر سولو، الذي يشهد تحركات متزايدة للسفن الحربية الصينية بين سلاسل الجزر في المحيط الهادئ، كما تشارك الفلبين في تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات المارينز الأمريكية لتعزيز الدفاع عن المنطقة.
كما تسارع الفلبين خطط التحديث العسكري منذ حادثة "سكاربورو شول" عام 2012، والتي كشفت ضعف القدرات الدفاعية للبلاد، ومع تصاعد التوترات مع الصين في بحر الصين الجنوبي، تسعى مانيلا إلى تعزيز بنيتها التحتية العسكرية، ليس فقط بشراء معدات حديثة، ولكن أيضا بإنشاء قواعد قادرة على استيعابها.
يأتي هذا التوسع بالتزامن مع خطط الولايات المتحدة لإنشاء منشأة تخزين معدات عسكرية على بعد 100 كم من سوبيك بحلول 2026، مما يعكس تعميق التحالف الاستراتيجي بين البلدين.