مرت خمسة أسابيع على بدء حملة التطعيم ضدّ فيروس «كورونا» في لبنان، وحتى حلول الرابع عشر من آذار الجاري، أشارت التقديرات إلى أن إجمالي الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح عبر المنصة بلغ 94 ألفاً و141 شخصاً فقط (57 ألفاً و248 شخصاً من الفئة العمرية التي تتجاوز الـ75 عاماً، و36 ألفاً و893 شخصاً من العاملين في القطاع الصحي).
وهذا الكلام يعني أن اثنين في المئة فقط من إجمالي الأشخاص اللذين يجب تلقيهم اللقاح لتحقيق المناعة المجتمعية المطلوبة المُقدرة بنحو 70% من السكان (نحو أربعة ملايين و778 ألفاً)، أخذوا اللقاح، الأمر الذي يشير وفق «مرصد الأزمة» في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أن عمليات التلقيح «لا تزال بطيئة جداً نظراً إلى عدم توافر اللقاحات بشكل كافٍ».
وقال المرصد إن 53% فقط من المسجلين في المنصة الذين ينتمون إلى الفئة العمرية التي تفوق الـ75 عاماً حصلوا على جرعاتهم، فيما 41% فقط من العاملين في القطاع الصحي المُسجلين تلقّوا اللقاح.
الأمر الخطير الذي توصل له المرصد هو ضرورة «الاعتراف» بـ«أننا في سباق خاسر مع فيروس كورونا، حيث تم تلقيح 94 ألف شخص فقط خلال الشهر الاول من الحملة مقابل 81 ألف حالة إصابة جديدة و1419 وفاة»، مُشيراً إلى استمرار نسب الإشغال المرتفعة لغرف العناية المركزة الذي يراوح بين 920 و940 حالة في الأسابيع الأربعة الماضية.
وأمام هذا الواقع الصعب فإن الأمر مربوط بأسعار اللقاحات، حيث يُشير المرصد إلى أن «من المتوقع أن يكون سعر أحد أنواع اللقاحات بالدولار الأميركي يوازي نصف الحد الادنى للأجور، من دون احتساب تعرفة الطبيب وكلفة الإبرة (...) وعلى وزارة الصحة العامة متابعة تأمين اللقاحات للمواطنين والمقيمين الذين لا قدرة لهم على شرائه».
ونبه المرصد إلى أنه "إن لم يحدث هذا التغيير العاجل في نهج إدارة عملية التلقيح لتسريع الوتيرة بشكل كبير، فنحن قادمون على مرحلة خطرة من انتشار الفيروس وسنوات طويلة قبل الوصول الى المناعة المجتمعية".