رأى تقرير لصحيفة "ذا ميرور" البريطانية أن كوريا الشمالية قد تصبح أكثر خطورة خلال الأشهر القليلة المقبلة، و ذلك لأنها تعمل بجد على تسريع و تطوير قدراتها لتنفيذ طموحاتها النووية و الصاروخية.
ويقول معد التقرير كريس هيوز ، محرر الدفاع و الأمن في الصحيفة: في الحقيقة، يبدو أن أحدث تجربة صاروخية أجرتها كوريا الشمالية غير ضارة نسبيا، و لكن على خلفية توتر العلاقات بين جارتها الصين و الغرب، فإن مثل هذه التجارب الصاروخية قد تمثل مشكلة كبيرة للغاية بالنسبة للإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن.
وأضاف: إن الصين كخصم اقتصادي و عسكري قوي للغاية للغرب، تعد جارة قيمة لكوريا الشمالية المنكوبة بالفقر و نقص الموارد و المتدنية عسكريا. حيث تتمتع الصين بعلاقة متغيرة مع كوريا الشمالية، لكن بكين قد ترى جارتها التي لا يمكن التنبؤ بها كأصل مفيد بشكل متزايد، و خاصة في ظل توتر علاقاتها مع الغرب الأمريكي. و بصفتها صانع السلام الوحيد المحتمل مع كوريا الشمالية، يمكن للصين استخدام جارتها كوسيلة ضغط في توسعها العالمي المتزايد.
واعتبر التقرير أن بكين دائما ما تظهر علامات مقلقة على العدوان تجاه الحليف الاستراتيجي المهم للغرب، تايوان، التي تريد الصين ضمها إلى أراضيها. كما و قد تأتي الكثير من القوة العسكرية و الخدمات اللوجستية لكوريا الشمالية من الصين التي يعتقد أيضا أنها تقدم المساعدة لها بالفعل.
لذلك، يجب أن تؤخذ تجارب كوريا الشمالية الصاروخية على محمل الجد من قبل أمريكا و كوريا الجنوبية التي يتمركز فيها حاليا 28000 جندي أمريكي. كما و قد تؤثر هذه التجارب أيضا على بريطانيا، حيث تتجه حاملة الطائرات "الملكة إليزابيث" في وقت لاحق من هذا العام إلى المنطقة و ستواجه تهديدا إلكترونيا و صاروخيا من كوريا الشمالية و الصين بلا شك.
وبحسب الصحيفة. فإنه مع مرور عام على آخر تجربة سابقة للصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية، فإن ذلك يجعل هذه التجربة الاستفزازية الأخيرة تشير إلى شيئين رئيسيين، و هي أنها تظهر أن قدرة بيونغ يانغ الباليستية قد تكون هامشية الآن إلا أنها أصبحت أكثر تقدما و تطورا، و أن نظام الزعيم الكوري الشمالي كين جونغ أون استمر في تطوير قدرته العسكرية على الرغم من المحاولات الدولية لإبطاء و تهدئة تطوير أسلحته.
وأشارت "ذا ميرور" في تقريرها إلى أن معظم سكان كوريا الشمالية يعانون من الفقر المدقع، و العديد منهم يتضورون جوعا بينما يبدد النظام الحاكم الموارد التي تشتد الحاجة إليها في هذه الأوقات المريرة في صناعة الأسلحة و تطوير القدرات العسكرية للبلاد. و لكن يتعين على الزعيم كيم أن يستمر في التظاهر بأنه زعيم قوي و يتصدى للغرب الشرير، بينما يعد أبناء شعبه بمستقبل أفضل و مشرق. على حد تعبيرها.
المصدر: صحيفة ذا ميرور