الدواء في لبنان يدخل غرفة الإنعاش

أخبار لبنان

أزمة الدواء في لبنان تدخله غرفة الإنعاش

31 آذار 2021 06:41

لم يعتد لبنان أن يعيش أزمة أحادية الجانب فحسب فعلى وقع أزمات اقتصادية أمنية سياسية غذائية باتت أزمة لبنان الدوائية تدق ناقوس الخطر وتدخل غرف الإنعاش وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. 

بدا ذلك جلياً مع تراجع طلبيات الأمصال إلى المستشفيات، إذ لم تعد تصل بالكميات المطلوبة. السبب يرجعه أصحاب مصانع الأمصال إلى غلاء الأكياس التي يستخدمونها في تعبئة الأمصال، والتي باتت أسعارها تفوق سعر المصل نفسه، ولئن كانت هذه المشكلة غير جديدة، إلا أنها باتت أكثر خطراً مع الصعود الأخير للدولار، ما أدى لارتفاع سعر الأكياس، خصوصاً أنها مستوردة.

حيث تراوح أسعار الأمصال بحسب كمياتها وأحجامها بين 2000 ليرة و4 آلاف و8 آلاف، ليصبح سعر الكيس الواحد على أساس سعر الصرف الحالي يراوح ما بين 3250 و4550 ليرة. وهو ما بات يشكل أزمة مزدوجة.

ليغدو أصحاب المصانع أمام معضلة غلاء المواد الأساسية التي لا تلقى دعماً، في مقابل الأمصال المسعّرة على أساس الأسعار الرسمية، بالنسبة لهم أصبحت المواد الأولية تفوق بأسعارها الدواء نفسه. ومن جهة المستوردين، لم يعد هؤلاء قادرين على اللحاق بأسعار الدولار اليومية، وقد زادت أزمتهم اليوم مع التحليق الجنوني للدولار في مقابل اللادعم من مصرف لبنان، حيث تقبع الملفات منذ بداية الأزمة. وفي هذا السياق، يشير أحد أصحاب المصانع إلى أن سعر كيس المصل الذي كان سابقاً يساوي ما نسبته 375 ليرة (25 سنتاً) أو 525 ليرة لبنانية (35 سنتاً) بات اليوم يعادل سعر المصل أو يتفوق عليه. 

يضاف لها أنه لم تعد هناك قدرة لدى المصانع على تسديد فواتيرها، خصوصاً في ظل النقص في الدولارات الفريش، وفي ظل غياب الدعم عن هذه المواد.

تؤكد نائبة نقيبة أصحاب المصانع الوطنية بيرتا أبي زيد، أن الأزمة اليوم في الأكياس لا في الأمصال، حيث تشير إلى أن هذه الأزمة تؤثر في أعمال المصانع، خصوصاً أنها جزء أساسي، فلا يعني شيئاً توافر المصل من دون الكيس وتأسف أن يصبح هذا الكيس أو حتى كرتونة أغلى من الدواء، وهو ما يؤثر في عمل تلك المصانع التي تعتمد بشكلٍ أساسي على المواد الأولية التي لم تحظ بغالبيتها بالدعم.

وفي سبيل حل هذه المعضلة، تبين بيرتا أبو زيد أن الطرفان سيجتمعان اليوم مع المعنيين في وزارة الصحة، لمحاولة إيجاد صيغة ملائمة. الصيغ التي طرحت تتمحور إما حول تعديل تسعيرة الأمصال أو إيجاد صيغة لدعم المواد الأولية كي لا تخسر المصانع ولا يخسر المستوردون أيضاً.

وفي هذا السياق، يشير نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، إلى أنه في الأيام الأخيرة يعمل هؤلاء على تسليمنا جزءاً من الكميات التي نطلبها، أي بدل أن تكون الطلبية لأسبوع كما يفترض، نتسلم لثلاثة أيام فقط. 

كما أكد سليمان هارون أن الحال اليوم أنهم عم يسلمونا قد ما بيقدروا حتى ما يقطعونا. واللافت أيضاً أنهم يعملون على تسليمنا الأمصال من دون فواتير، لأن ليس هناك اتفاق على سعر محدد!

المصدر: صحيفة الأخبار