أعلن السفير الإثيوبي بالقاهرة استئناف المفاوضات مع مصر والسودان بشأن ملف سد النهضة قريبا ونسعى للتوصل إلى اتفاق مرضي مع جميع الأطراف برعاية الاتحاد الإفريقي.
وأكد السفير الإثيوبي بالقاهرة أنه لم يتم التواصل مع أديس أبابا رسميا بشأن لجنة الوساطة الرباعية وسمعنا عنها من الإعلام.
وردا على تصريحات السيسي بشأن حقوق مصر المائية، أوضح السفير الإثيوبي بالقاهرة أن إثيوبيا ملتزمة بالمفاوضات والحلول السلمية.
وفي الرجوع بالذاكرة لأزمة سد النهضة الذي بدا يثير خوفا كبيرا في مصر والسودان بسبب تداعياته السلبية على حصتهما من مياه النيل الأزرق الحيوية للبلدين. ولم تسفر محادثات البلدين مع إثيوبيا حتى الآن عن اتفاق لتقاسم المياه.
بدأ بناء سد النهضة على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية الإثيوبية عام 2011. وتقدر تكلفته الفعلية بحوالي 4.6 مليار دولار. وعند اكتمال عمليات الإنشاء سيكون أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية بطاقة توليد تصل إلى 6 آلاف ميغاوات. وتخشى مصر بشكل كبير من تراجع حصتها من مياه النيل على ضوء ضخامة المياه اللازمة لتعبئة البحيرة الاصطناعية المتشكلة بمساحة 246 كيلومترا مربعا وتتسع إلى أكثر من 74 مليار متر مكعب.
وسبق أن جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، التأكيد على أن سيناريو اللجوء إلى مجلس الأمن في ملف سد النهضة ما زال مطروحاً، مشيراً إلى أن أي خرق من اثيوبيا لاتفاق المبادئ "سينقلننا إلى مرحلة تتعدى مراحل التفاوض".
واعتبر سامح شكري أن القوى العظمى في العالم والدول المؤثرة تدرك أن ملف سد النهضة وصل إلى مرحلة بالغة الأهمية، كاشفاً وجود تفاعل من هذه الأطراف في دفع عملية التفاوض، والتوصل إلى اتفاق وتسوية، "وهذا أمر نستكشفه من خلال تشجيع الأطراف على اتخاذ مواقف واضحة موضوعية ساعية للاتفاق".
ورأى وزير الخارجية المصري أن التصريحات من الجانب الإثيوبي، بإقدامه على الملء الثاني لسد النهضة، بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق، "يعد خرق ثاني لاتفاق المبادئ"، مضيفاً إذا تم التجاوز في المرة الأولى، ففي هذه المرة إذا تم الخرق، سيجعل الأمر يتعدى مراحل التفاوض مرة أخرى، وذلك "لما سيلحق من خطر على السودان ".
من جهته أكد وزير الطاقة والنفط السوداني، جادين علي عبيد أن الملء الثاني المرتقب لسد النهضة الإثيوبي سيؤثر سلبيا على إنتاج الطاقة الكهربائية في السودان.
وقال عبيد خلال لقائه رئيس البعثة الأمريكية للسلام في السودان دونالد بوث أن "توقيت المرحلة الثانية من ملء سد النهضة من يونيو إلى أغسطس سيؤدي لانخفاض منسوب المياه لأدنى مستوى مما يؤثر على محطات التوليد المائي وإنتاج الطاقة الكهربائية بالسودان".
وأضاف أن الخرطوم تبذل جهودًا لتقليل كمية إنتاج الطاقة الكهربائية تحوطا في حالة صدور قرارات دون اتفاق أو تنسيق بين الأطراف، مشيرًا إلى أهمية الوصول إلى اتفاق بين كل الأطراف قبل تقرير إثيوبيا من جانب واحد ملء السد.