جيمس جيفري: الفرع السوري من تنظيم القاعدة يعتبر مصدر قوة ورصيد للاستراتيجية الأمريكية في سوريا

أخبار

جيمس جيفري: هيئة تحرير الشام مصدر قوة ورصيد للاستراتيجية الأمريكية في سوريا

4 نيسان 2021 14:46

صرح المبعوث الأمريكي الخاص السابق في سوريا جيمس جيفري خلال مقابلة خاصة نشرت يوم الجمعة الماضية أن "هيئة تحرير الشام" الفرع السوري من تنظيم القاعدة تعتبر مصدر قوة ورصيد للاستراتيجية الأمريكية في سوريا.

وفي تصريح لقناة PBS News أكد السفير الأمريكي جيمس جيفري حسب معهد كوينسي السياسي الأمريكي أن "جماعة المتمردين الإسلامية التي تعرف باسم "هيئة تحرير الشام" كانت الخيار الأقل سوءاً من بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب، أحد أهم المواقع والمحافظات السورية، والتي أصبحت الآن أحد أهم الأماكن في الشرق الأوسط".

وأشرف جيفري على سياسة إدارة ترامب تجاه سوريا وصولاً إلى شهر نوفمبر من عام 2020، عندما غادر وزارة الخارجية في أعقاب انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.

كما وتم أخذ مقتطف المقابلة من فيلم وثائقي نشر على قناة PBS عن أبو محمد الجولاني، وهو مسؤول كبير سابق في تنظيم "القاعدة"، ويقود في الوقت الراهن هيئة تحرير الشام.

والجدير بالذكر أن الجولاني، الذي تصنفه الحكومة الأمريكية على أنه "إرهابي"، قال في الفيلم الوثائقي الذي أنتجته وبثته قناة PBS أن علاقته مع تنظيم القاعدة قد "انتهت"، وأن التصنيف الإرهابي المفروض عليه "غير عادل"، زاعماً أن مجموعته الجديدة "لا تمثل تهديداً لأمن أوروبا وأمريكا"، وأنه دائماً ما كان ضد شن عمليات خارج الحدود السورية.

وتجدر الإشارة إلى أن هيئة تحرير الشام تسيطر الآن على محافظة إدلب، التي يقطنها ما يقدر بثلاثة ملايين شخص.

وجادل الجولاني في الفيلم أن هيئة تحرير الشام والولايات المتحدة الأمريكية لديهما مصلحة مشتركة، نافياً الاتهامات التي وجهت إلى هيئة تحرير الشام بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين، بما في ذلك التعذيب والنهب.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم ملاحظة أن تصريحات جيفري والجولاني قد جاءت بعد عام من الاشتباكات والمعارك الشديدة التي اندلعت في المنطقة وخلفت ما يقرب من مليون مدني سوري نازح.

وفي الحقيقة، شنت الحكومة السورية بدعم من روسيا هجوماً عنيفا لاستعادة إدلب في أواخر عام 2019، وبعد أن حاصرت قوات الجيش العربي السوري العديد من مواقع للجيش التركية في المحافظة، شنت تركيا هجوماً مضاداً عليها في فبراير 2020. واتفقت روسيا وتركيا على وقف إطلاق النار بتاريخ 5 مارس، رغم استمرار القتال المتقطع من حين لآخر حتى الآن.

كما وتجدر الإشارة إلى أن جيفري، وهو دبلوماسي محترف يقيم في تركيا، قد تم الاعتياد عليه في إطلاق مثل هذه التصريحات المثيرة للجدل.

وبعد فترة وجيزة من مغادرته عمله في الحكومة الأمريكية عقب فوز بايدن بالرئاسة، اعترف بقيامه ببعض التلاعب في التقارير لإخفاء عدد القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا عن الرئيس ترامب.

علاوة على ذلك، أشاد جيفري في مقال نشر عام 2013 بالانقلاب العسكري الذي حدث في تركيا عام 1980، والذي أدى إلى اعتقال وتعذيب آلاف المعارضين.

وكتب: "يبرز الانقلاب التركي على أنه ربما يكون أنجح التدخلات العسكرية العديدة في المنطقة على مدى الجيلين الماضيين. وعلى الرغم من تمرد حزب العمال الكردستاني على المدى الطويل، والمشاكل السياسية الحالية، وغيرها من المخاوف التي تعاني منها البلاد، إلا أن تركيا قد حققت نجاحاً دبلوماسياً شاملاً منذ انقلاب عام 1980، فضلاً عن كونها حليفا مستقراً وقوياً ومفيداً للولايات المتحدة الأمريكية".

المصدر: معهد كوينسي لفن الإدارة الرشيدة "معهد سياسي أمريكي"