أخبار

صحيفة أمريكية: تصرفات بوتين دفعت العلاقات بين موسكو والغرب نحو نقطة انعطاف محفوفة بالمخاطر

21 نيسان 2021 15:29

نقلت صحيفة واشنطن إكساماينر عن لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين، بأن حملة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمعية ضد المعارضين المحليين ونشر التعزيزات العسكرية على طول الحدود الأوكرانية، دفعت العلاقات بين موسكو والقوى الغربية نحو نقطة انعطاف محفوفة بالمخاطر.

حيث قال مسؤول من دول البلطيق: " مع بوتين، ليس لدينا رفاهية لنكون ساذجين، ولكن لسنا بحاجة للذعر أو إلى قعقعة السيوف، إننا بحاجة إلى أن نكون حازمين ومتسقين".

وأشارت صحيفة واشنطن إكساماينر إلى اندلاع سلسلة من الأزمات بين حكومة بوتين وعواصم حلف الناتو، و قد تركزت أحدثها في براغ، حيث قرر مسؤولي التشيك طرد 18 مسؤولا روسيا ملحقين بالسفارة الروسية ردا على عملية استخبارات روسية مزعومة دمرت مستودعا للأسلحة في عام 2014، كما وتضاف هذه الضجة إلى حدة التوتر بين بوتين و دول الاتحاد السوفيتي السابق، بينما فرض الرئيس جو بايدن عقوبات جديدة على روسيا ردا على تدخل موسكو المزعوم في الانتخابات الأمريكية والهجوم الإلكتروني الكبير الذي استهدف الشركات الأمريكية، و الذي نسبته الإدارة الأمريكية إلى روسيا أيضا.

ووفقاً للصحيفة فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين مساء اليوم الأربعاء: " لقد كان هناك عدم استقرار وعدم القدرة على التنبؤ في هذه العلاقة بسبب تصرفات الاتحاد الروسي والرئيس بوتين، فكل هذه الأشياء تسببت في عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ، وبصراحة، بسبب هذا الخطر الكبير، فإننا نود أن نرى مستقبلا يمكن التنبؤ به وأكثر استقرارا ".

وتلفت صحيفة واشنطن إكساماينر إلى القلق المتزايد لدى مسؤولي الناتو والحكومة الأوكرانية بسبب الحشد العسكري الروسي، حيث تمركزت طائرات مقاتلة روسية في شبه جزيرة القرم، و ذلك وفقا لصور الأقمار الصناعية التي استعرضتها صحيفة وول ستريت جورنال، مما يزيد من التهديد المحتمل لشبه الجزيرة التي ضمها بوتين إلى روسيا من أوكرانيا عام 2014 من خلال نشر قوات خاصة فيها، و قد أدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين قرار روسيا الموازي بتقييد الوصول إلى بعض مدن الموانئ الأوكرانية، و وصفه يوم الاثنين الماضي بأنه "تصعيد آخر غير مبرر".

كما وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحفيين خلال إفادة صحفية قدمها من العاصمة كييف يوم أمس الثلاثاء:" لا يمكننا استبعاد أي سيناريو، فلا نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت موسكو ستقرر بدء مرحلة جديدة من العدوان على أوكرانيا، لكن من المؤكد أنها ستكون مستعدة بالفعل للقيام بذلك في غضون أسابيع قليلة من الآن".

وتضيف الصحيفة، بأن سفير الولايات المتحدة جون سوليفان عاد من موسكو إلى واشنطن يوم أمس، وذلك بعد أيام فقط من كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن مستشاري بوتين اقترحوا على سوليفان السفر إلى عاصمته وإجراء مشاورات جادة ومفصلة مع إدارة بايدن، وهو طلب غير عادي لكنه لم يصل إلى حد الطرد بموجب الاتفاقيات الدبلوماسية.

وقد قال برايس للصحفيين: " لم يصدر أمر للسفير بالخروج من البلاد، فالسفير قد عاد الآن في الوقت المناسب لإجراء مشاورات معنا ولرؤية أسرته، وأتوقع أنه سيعود إلى موسكو في الأسابيع المقبلة من جديد ".

وتشير الصحيفة إلى أن بعض المراقبين يشكون في أن بوتين يؤجج أزمة دولية من أجل إحداث تأثير حاشد حول العالم في الفترة التي تسبق الانتخابات التشريعية الروسية، والمقرر إجراؤها في شهر سبتمبر المقبل.

وقد قال أندرس أسلوند من مجلس حلف شمال الأطلسي، وهو دبلوماسي سويدي سابق كان يعمل في موسكو في الفترة الواقعة ما بين عامي 1984 – 1987:" عادة ما يريد بوتين نوعا من المغامرة الدولية قبل الانتخابات في أوكرانيا، لأن الأوكرانيين يجيدون القتال، ولدى الأوكرانيين 250 ألف جندي، وهذه زيادة كبيرة منذ عام 2014، عندما فاجأت القوات الروسية القوات الأوكرانية والدبلوماسيين الغربيين باحتلال شبه جزيرة القرم والسيطرة عليها في فترة زمنية قصيرة".

كما و قال كوليبا: " نحن لا نحاول أن نقول أننا نعرف التاريخ والوقت الذي ستعبر فيه روسيا خط المواجهة أو ستتسبب في موجة أخرى من التصعيد على الأراضي الأوكرانية، لكننا نرى الاستعدادات الاستراتيجية و العسكرية الروسية بلا شك، والأمر الآن في أيدي أوكرانيا وجميع الذين يدافعون عن احترام القانون الدولي و السيادة في أوروبا لتثبيط عزيمة بوتين عن اتخاذ المزيد من الخطوات العدوانية تجاهنا".

وتشير صحيفة واشنطن إكساماينر إلى أن المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون لم يتفقوا بعد على خطة فعالة لكيفية ردع بوتين، الذي اتخذ سلسلة من الإجراءات الاستفزازية مثل الاستخدام المتكرر لسلاح كيميائي محظور في محاولات اغتيال، وأبرزها الهجوم على عميل مزدوج سابق في المملكة المتحدة والمعارض الروسي أليكسي نافالني، على الرغم من فرض عقوبات عديدة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا.

في حين قالت وزارة الخارجية الروسية في نشرة عامة خلال الأسبوع الماضي: " إن الهجوم الأخير الذي شنته إدارة بايدن ضد بلدنا لا يمكن أن يمر دون رد، حيث يبدو أن واشنطن غير مستعدة لقبول أنه لا يوجد مجال لإملاءات أحادية الجانب في الواقع الجيوسياسي الجديد، وفي الوقت نفسه، إن سيناريوهات الإفلاس لردع موسكو التي تستمر الولايات المتحدة بقصر نظرها في السعي لتنفيذها لا تبشر بشيء سوى بمزيد من تدهور العلاقات الروسية الأمريكية ".

المصدر: صحيفة واشنطن إكساماينر