باحثون يكتشفون طريقة لعلاج الجروح دون ترك ندوب

والكثير من الناس لا يحبون ظهور الندوب على أجسادهم، كما أن الأنسجة المتندبة تكون أضعف وتفتقر إلى بعض وظائف الجلد الطبيعي، وعلى سبيل المثال، لا تحتوي الأنسجة الندبية على بصيلات شعر ولا غدد عرقية وتكون غير مرنة.

آثار الجروح

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحد الندوب من قدرة الجسم على الحركة والتكيف مع درجات الحرارة المتغيرة أيضاً.

وبعد سنوات من البحث، اكتشف العلماء أن التدخل في بعض الإشارات الجزيئية أثناء الشفاء يمكن أن ينتج نسيجا لا يمكن تمييزه عن الجلد الطبيعي.

ووفقا للباحث مايكل لونجاكر، تتشكل الندبات لأنها يمكن أن تغلق الفتحة الناجمة عن الإصابة في الجلد بسرعة أكبر من نمو الجلد الطبيعي.

وفي الحقيقة، إن مشكلة إغلاق الجلد ببطء تكمن في أن الشخص يمكن أن يصاب بعدوى أو ينزف حتى الموت، واكتشف لونجكر وزملاؤه خلال دراستهم الجديدة أن التوتر أثناء إصلاح الجلد يلعب دورا مهما في ظهور الندوب.

وركز الفريق على جين يسمى engrailed، الذي يساعد في تكوين بروتين يوجد أحيانا في الخلايا الليفية، وهو نوع من خلايا الجلد التي تسبب ظهور الندوب.

وفي التجارب التي أجريت على الفئران، اكتشف الباحثين أن مجموعة فرعية من الخلايا الليفية الموجودة في الجلد، كانت مسؤولة بشكل غير مباشر عن ظهور الندوب وتشكلها، كما ونظر الفريق أيضاً في الدور الذي قد يلعبه الضغط الميكانيكي في تشغيل الجين أيضاً، حيث درس الباحثون خلايا الخلايا الليفية للفئران وقاموا بتنميتها في المختبر في ثلاث بيئات مختلفة.

وتضمنت البيئات مادة هلامية لا تنتج ضغطا ميكانيكيا على الخلايا الليفية المتنامية، وطبقا بلاستيكيا صلبا ينتج إجهادا ميكانيكيا، ونفس الطبق البلاستيكي ولكن مع إشارة ميكانيكية مانعة للإجهاد الكيميائي.

وكانت الخلايا الليفية المزروعة على الهلام الخالي من التوتر لا تسبب الندوب، في حين أن تلك التي نمت على القرص البلاستيكي فعلت ذلك، بينما كانت الخلايا الموجودة في القرص المعالج بالمادة الكيميائية لم تظهر الندوب.

بالإضافة إلى ذلك، حدد الباحثين عقارا طبيا يسمى Verteporfin، والذي تم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالفعل كعلاج لأمراض العين، والذي تم تصميمه في الأساس لمنع إشارات الإجهاد الميكانيكي في الخلايا البشرية.

وعندما عالجوا جروح الفئران بهذا العقار، أغلق الجلد الطبيعي الجروح دون ترك أي ندوب، وقال الباحثين أن المرحلة التالية من دراستهم ستكون بإجراء تجارب قبل السريرية على الحيوانات الأخرى، وإذا ما نجحت النتائج، يمكن أن تتبعها تجربة سريرية على البشر.