تعالت أصوات الخلاف بين الإدارة الأمريكية الجديدة وكوريا الشمالية وصل لحد رسائل التهديد، حيث حذرت كوريا الشمالية صباح اليوم الأحد الولايات المتحدة الأمريكية من مواجهة ما أسمته " وضعا خطيرا للغاية".
وربطت كوريا الشمالية سبب تهديدها المباشر بخطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما وصف كوريا الشمالية بأنها تهديد أمني ، كاشفا بذلك عن نيته الحفاظ على السياسة الأمريكية المعادية ضدها .
ففي الأسبوع الماضي ، وصف بايدن في خطابه الأول أمام الكونجرس برامج كوريا الشمالية و إيران النووية بأنها "تهديدات خطيرة" للأمن الأمريكي والعالمي، و قال أنه سيعمل مع الحلفاء لمعالجة هذه المشاكل من خلال الدبلوماسية والردع الصارم .
المسؤول البارز بوزارة الخارجية الكورية الشمالية، كوون جونج جان، لفت في بيان له صباح اليوم الأحد إلى أن بيان بايدن يعكس بوضوح نيته في الاستمرار في تطبيق السياسة العدائية تجاه كوريا الديمقراطية كما فعلت الولايات المتحدة لأكثر من نصف قرن".
واعتبر أنه من المؤكد أن الرئيس الأمريكي قد ارتكب خطأ فادحا وفقا للمعطيات الحالية، مبينا أن بلاده ستضطر للضغط من أجل اتخاذ تدابير مماثلة بالتهديدات التي يرسلها الرئيس الأمريكي في خطابه، ومع مرور الوقت ستجد الولايات المتحدة نفسها في وضع خطير للغاية".
تجدر الإشارة إلى أن كوون لم يوضح حتى الآن الخطوات التي ستتخذها كوريا الشمالية، ويمكن اعتبار بيانه محاولة لممارسة الضغط على إدارة بايدن أثناء تشكيل سياستها تجاه كوريا الشمالية .
يذكر أن البيت الأبيض أكد يوم الجمعة أن مسؤولي الإدارة قد أكملوا مراجعة للسياسة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية، قائلين أن بايدن يخطط للابتعاد عن مقاربات أسلافه الأخيرين في محاولة إيقاف البرنامج النووي لكوريا الشمالية . و لم تذكر السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي نتائج المراجعة بالتفصيل، لكنها أشارت إلى أن الإدارة ستسعى إلى التوصل إلى حل وسط بين نهج "الصفقة الكبرى" لدونالد ترامب و نهج "الصبر الاستراتيجي" لباراك أوباما .
فبعد سلسلة من التجارب النووية والصاروخية رفيعة المستوى التي قامت بها كوريا الشمالية في الفترة الواقعة ما بين عامي 2016-2017 ، أطلق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قمة دبلوماسية مع ترامب لمناقشة مستقبل ترسانته النووية المتنامية . لكن هذه المحاولة الدبلوماسية ما زالت متوقفة منذ عامين تقريبا بسبب الاختلافات في مقدار تخفيف العقوبات الذي يمكن أن تفوز به كوريا الشمالية مقابل أخذها خطوات محدودة لنزع السلاح النووي .
وسبق أن هدد كيم بتوسيع ترسانته النووية و بناء المزيد من الأسلحة عالية التقنية التي يمكن أن تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا أن مصير العلاقات الثنائية سيعتمد على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى عن سياستها العدائية وفي شهر مارس، أجرى كيم تجارب صاروخية باليستية قصيرة المدى لأول مرة منذ عام، على الرغم من أنه لا يزال يحتفظ بوقف اختياري لإطلاق أسلحة أكبر .
و قد قال ليف إريك إيسلي، الأستاذ في جامعة إيوا في سيول : " إذا ما وافقت بيونغ يانغ على خوض محادثات على مستوى العمل ، فإن نقطة البداية للمفاوضات ستكون تجميد كوريا الشمالية لتجاربها النووية و تطوير القدرات النووية و الأنظمة الصاروخية . و من ناحية أخرى ، إذا ما تجنب كيم الدبلوماسية و اختار إجراء اختبارات استفزازية إضافية ، فمن المرجح أن توسع واشنطن تطبيق العقوبات و التدريبات العسكرية مع الحلفاء في المنطقة ".
وفي مساء اليوم الأحد، تعهد متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية لم يكشف عن هويته برد قوي و منفصل على بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا مفاده أنها ستضغط من أجل تعزيز "مساءلة نظام كيم" بشأن "الوضع الفظيع لحقوق الإنسان ، واصفا البيان بأنه استعداد لـ "مواجهة شاملة " مع كوريا الشمالية .
يشار إلى أن شقيقة كيم البارزة، كيم يو جونغ ، انتقدت كوريا الجنوبية بسبب منشورات مناهضة لبيونغ يانغ، والتي تم إرسالها عبر الحدود من قبل مجموعة من المنشقين الكوريين الشماليين في الجنوب .
وذلك بعد أن قال زعيم مجموعة معارضة كورية شمالية ، بارك سانج هاك ، يوم الجمعة أنه قد أرسل 500 ألف منشور عبر البالونات خلال الأسبوع الماضي ، في تحد لقانون كوري جنوبي جديد مثير للجدل يجرم مثل هذا العمل .
كما وقالت كيم يو جونغ في بيان صدر عنها: "نحن نعتبر الأعمال التي تقوم بها النفايات البشرية في الجنوب استفزازا خطيرا ضد دولتنا وسننظر في الإجراءات التي سنتخذها للرد على الأمر".
واتهمت كيم حكومة كوريا الجنوبية بغض الطرف عن هذه المنشورات المعادية لكوريا الشمالية، في حين قال مسؤولون كوريون جنوبيون في وقت سابق أنهم يتحققون مما إذا كان بارك قد أرسل المنشورات حقا، وأنهم سيتعاملون مع القضية بما يتماشى مع القانون.